الهتاف للوطن

الهتاف للوطن

افتتاحية الأزمنة

الخميس، ١٤ أبريل ٢٠١١

بعد الله تأتي سورية أمُّ الكلّ، وهي التي اختارت بالإرادة الإلهية ودعوات أبنائها وإرادتهم بأن يعتلي سدّة قيادتها ابنها الوفي، ويمتلك نواصي إدارة شؤونها ورعايتها التي عاهدها بأن يفديها، ويفدي أبناء شعبها المؤتلف معه بروحه ودمه منادياً معهم لحظة مهمة من تاريخ الوطن نحن سوريا وليهتف جميعنا لنصرتها وتعزيز لغة استقلالها ورفع راية عزتها لذلك أبدأ من عنواننا أن من ليس مع سورية وشعبها وقائدها قلباً وقالباً فهو ضدها ووجب على الكل الهتاف ضده.
إذاً، هو الهتاف الدائم ضمن مجريات الزمن الثابت وتقسيماته، التي ترينا حركة مسيرتنا، حيث تسجِّل تطابق الوقت اليومي والشهري والسنوي، إنما يختلف التاريخ الذي نسجِّل فيه ما يحدث فيه، أي: أن تاريخ الأحداث الحاصلة الآن هو ذات التاريخ في العام الماضي، وأيضاً سيكون ذاته في العام المقبل، الفرق أن السنين تعيد أيامها، فينطبق المستقبل المشرق مع الماضي الذي مرَّ بصفاء على الحاضر المضطرب؛ الذي يسجل الحدث سلباً أم إيجاباً لا ينساه الوطن وإنسانه؛ بل يستذكر حدوثه كلّما مرّ عبر الذاكرة.
لماذا نتحاور معاً حول هذا العنوان؟ أستشهد بأقوال القائد الخالد حافظ الأسد (الوطن غالٍ، والوطن عزيز، والوطن شامخ، والوطن صامد لأن الوطن هو ذاتنا، فلندرك هذه الحقيقة)، إن تأكيده على عملية الإدراك عنَت زيادة مفهوم الوعي للمكائد والشِّراك التي ما فتئ المغرضون وضعاف النفوس العمل عليها لخلخلته واصطياده من أجل إشغاله بين الفينة والأخرى - وأقصد الوطن- جاهدين لتحويله عن المبادئ السامية والأهداف الكبرى للشعب والأمة، الوطن ضمّنا جميعنا بتنوعنا، وتعددنا، وألواننا، ومذاهبنا، ومشاربنا النابعة من خلال صهره لنا في بوتقته، لنظهر بما نحن عليه لوحة فنية راقية، رسمت كلّ المدائن خاصيته، فظهرت بها وحدتنا، وتجلّت منها قوتنا المنعكسة على قوته، لذلك نجدّ ونشير بأن الهتاف له ولا ينبغي أن يكون إلا له، وحينما يستشعر رئيس الوطن الغالي بشار الأسد الأخطار المحيطة به؛ فيتحدث لمواطنيه قائلاً (من أجل وحدة أبناء الوطن وليس من أجل تفريقهم.. ومن أجل قوة الوطن وليس من أجل ضعفه.. ومن أجل ضرب الفتنة وليس من أجل تأجيجها) يدعونا أبناء هذا الوطن للعمل بأقصى سرعة على رأب الجرح، لنعيد الوئام لعائلتنا الكبيرة، ولنبقي المحبة رابطاً قوياً يجمع بين أبنائها. هذا التوجيه النابع من فكر السيد الرئيس الذي يهتف بما يتمتع به من إيمان بالله وسورية والشعب (الله سورية شعبي وبس)، متحداً مع جوهره الذي يفتدي به وطنه وشعبه.
معادلة الهتاف التي يتكوّن طرفاها من الله حامي سورية الوطن، والوطن المنجب للإنسان شكلاً حضوراً واقعاً وحقيقياً في ذاكرة السيد الرئيس الذي هتف بمقامه العالي لهما، فاستحق الرئيس بشار من شعبه الهتاف، ليتشكّل مثلث جميل الأضلاع، ينتصب بقوة، مُظهراً هرم الشعب النوعي والاستقلال الخلاق والانتماء بالوفاء، مستحقاً من إنسان هذا الوطن/ الهرم الولاء والتضحية والفداء.
الشعب السوري الأبيُّ لا يهتف للمناطقية، ويقول: لا لمدّعي الطائفية ومسوِّغيها، وكل من ينادي بها هو خارج عن أدبيات وأخلاق ومبادئ وقيم شعب سورية العظيم، صاحب التراكم الحضاري والعمق التاريخي المتجذِّر في أرضه، المنتمي لوحدة سورية القوية به والقوي بها، والغاية عزته وكرامته، ومنه نجد أننا مدعوون لتقديم كلِّ شيء للوطن.
ماذا يعني الهتاف لأقصى الجنوب، أو أقصى الشمال الغربي أو الشرقي، أو لدوائر صغيرة في الساحل، أو لأحياء وبلدات، طالما أن جميع المكونات السورية تتبع مدناً، وهذه المدن جميعها في قلب كلِّ سوري، وبالتالي قلب سورية النابض؛ الذي يسكنه كلّ جزء كبير أو صغير هو منه، فقلب سورية ينبض كي يغذي كلّ سورية، يضخّ لها الحبّ، وبالتالي يقابل هذا الضخ بالولاء والانتماء، يكون هذا القلب هو قلب العروبة والأصالة، أصيل وفيٌّ لمبادئه لقيمه وأشقائه وأصدقائه، تعالوا جميعنا لنهتف له.                                                                           د.نبيل طعمة