انتقال مشاهد العنصرية من تركيا إلى ألمانيا … لاجئ سوري يتعرض للإهانة والضرب على أيدي ضابطي شرطة في برلين

انتقال مشاهد العنصرية من تركيا إلى ألمانيا … لاجئ سوري يتعرض للإهانة والضرب على أيدي ضابطي شرطة في برلين

أخبار سورية

الاثنين، ١٩ سبتمبر ٢٠٢٢

انتقلت مشاهد العنصرية ضد اللاجئين السوريين من تركيا إلى ألمانيا، حيث أكد لاجئ سوري في الأخيرة أنه تعرض وزوجته للإهانة من ضابطين في الشرطة الألمانية بدوافع عنصرية بعد تقييدهما أمام أطفالهما في منزلهم ببرلين، بذريعة أنه حصل على مزايا عبر الاحتيال.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة عن اللاجئ عبد اللـه حموي قوله في مؤتمر صحفي عقده وعائلته مع عضو حزب اليسار في برلين فرات كوجاك: إن عائلته في حالة خوف دائم من جراء ما تعرض له على أيدي ضابطي شرطة ألمانيين، بذريعة أنه لم يكن يملك تذكرة مواصلات أثناء صعوده إلى الترام.
وأوضح حموي أنه على الرغم من إخباره ضابطي الشرطة بقبوله العقوبة المادية المفروضة عليه وأنه سيدفعها لاحقاً، أصرّا على تقييد يديه والاعتداء عليه أمام عائلته.
ولفت إلى أن أطفاله تأثّروا كثيراً بالحادثة، مشيراً إلى أن أطفاله ما زالوا في حالة صدمة، ويطرحون أسئلة بعد الصدمة التي تعرضوا لها، خاصة أن أباهم تعرض للضرب والإهانة أمامهم.
وقال: «بعد العنف والعنصرية اللذين تعرضنا لهما، ما زلنا نعاني مشكلات في النوم، في حين أن أطفالنا يتوترون عندما يُدق جرس الباب».
من جهتها، أوضحت زوجة حموي، التي سجلت العنف الذي تعرضت له العائلة عبر الهاتف، أن اللقطات استغرقت 30 دقيقة في المجمل حيث جرى تسليمها إلى النيابة.
وذكرت أن عناصر الشرطة لم يدركوا في البداية أنها كانت تصور بهاتفها الجوال، وأدركوا ذلك بعدما قيدوا يدي زوجها، مشيرة إلى أن الحادثة وقعت أمام أطفالها الثلاثة.
بدوره أكد نائب الحزب اليساري كوجاك، أنه شارك الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن نحو 10 ملايين شخص شاهدوا الواقعة، وشدد على الاستمرار في محاربة العنصرية المؤسساتية.
بدوره، أوضح نيكلاس شريدر من حزب اليسار، أن صمت ضابطي الشرطة وعدم إبلاغ رؤسائهما باللقطات يشكلان جريمة أيضاً، مضيفاً: «تريد الشرطة أن تلتزم العائلة بالقواعد في ألمانيا لكنها هي لا تمتثل لها».
وفي السياق، أشار عضو البرلمان عن حزب الخضر الحاكم في برلين جيان عمر، في بيان يوم الجمعة الماضي إلى أنه زار عائلة حموي واعتذر لها عن السلوك العنصري الذي صدر عن الشرطة.
ولفت إلى أن كتلة حزبه البرلمانية ستلاحق القضية حتى يتم اتخاذ كل الإجراءات من الشرطة لعدم تكرار الحادثة، موضحاً أنه تقدم بطلب لقائدة شرطة برلين حول الحادثة.
وعبّر البرلماني عن صدمته من سلوك ضابطي الشرطة في التعامل مع الأب، وعدم احترام حرمة المنزل ولا مشاعر الأطفال الصغار الذين أُجبروا على رؤية هذه المشاهد.
وتوجه ضابطا شرطة في التاسع من الشهر الحالي في برلين إلى منزل اللاجئ عبد اللـه حموي، وقاما بإجبار حموي على الاستلقاء على الأرض، وربطا معصميه بأصفاد ولجأا إلى العنف، مضيفين بالقول: «هذه بلدنا، أنتم ضيوف.. هنا ستطيعون قوانين بلدي، سأضعكم في السجن».
من جانبها ذكرت شرطة برلين أنه جرى فتح تحقيق ضد ضابطي الشرطة على أساس أنهما وجّها إهانات تنم عن كراهية الأجانب.
وفي نيسان 2021، حكمت محكمة مدينة إرفورت على مواطن ألماني بالسجن لمدة أربع سنوات وتسعة أشـهر، بتهمة الأذى الجسدي الخطير وإلحاق الضرر وإهانــة شــاب ســوري يبلــغ 17 عامــاً في أحد قطــارات التـرام في مدينـة إرفــورت.
وخلال الفترة الماضية تصاعدت العنصرية والخطاب المُعادي لوجود اللاجئين السوريين في تركيا، وذلك مع استغلالهم من النظام التركي ومعارضيه واستخدامهم من الطرفين ورقة في الانتخابات التي ستجري العام القادم، إضافة إلى إطلاق أتراك في الآونة الأخيرة حملات لعل أبرزها تلك التي شرع بها مغردون أتراك في الثامن عشر من الشهر الماضي لمنع اللاجئين المجنسين من التصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2023.