تعددت الأشكال.. والخيانة واحدة
الأزمنة
السبت، ٢٣ يناير ٢٠١٠
الـخـيـانـة الـذهـنـيـة.. أبـشـع أنـواع الـخـيـانـات يظن أغلب النساء والرجال، أن خيانة طرف للآخر تنحسر فقط بالخيانة الجسدية أي أن يمارس الزوج أو الزوجة العلاقة الخاصة مع شخص آخر.. بينما هذا الواقع ما هو إلا وجه واحد من أوجه الخيانة التي تتعدد أشكالها وأوضاعها وأبطالها.. فهل يمكن أن تخون الزوجة زوجها وهي في أحضانه وتقضي معه أكثر اللحظات حميمية؟.. وهل يمكن للزوج أن يخون زوجته وهو يقول لها أعذب وأرق كلمات الحب أثناء جلسة خاصة؟ إنها الخيانة الذهنية التي مهما عملت الزوجة لا يمكن أن تشعر بها، ومهما كان الزوج ذكياً لا يمكن أن يرصدها، وهي للأسف أبشع أنواع الخيانات وأكثرها إهانة للطرفين. أشـكـال الـخـيـانـة: إن مفهوم الخيانة الزوجية لا يقتصر على النظرة التقليدية القديمة والتي تحدد الخيانة فقط بالاتصال الجنسي، فالخيانة تشمل كل ما من شأنه أن يوجد علاقة غير شرعية سواء بالكلمات أو المراسلات أو اللقاءات ذات الأهداف المشبوهة والتي يترتب عليها مشاعر جنسية وارتباطات عاطفية حتى وإن لم تصل إلى درجة الاتصال الجسدي. فقد تتم الخيانة عبر الموبايل أو عبر الإنترنت وقد تكون في إفشاء سرٍ من أسرار الشريك، وقد تكون في المال، وقد تكون في الأولاد، وقد تكون خيانة في الجسد.. والشكل المتعارف عليه بين الناس هو الخيانة الجسدية أي أن تتم العملية الجنسية كاملة بين الزوج وامرأة أخرى غير الزوجة. وفي هذه الحالة يسيء الرجل الخائن لزوجته مرتين مرة بالخيانة ومرة ثانية بتعريضها للإصابة بأمراض خطيرة يكون هو سبباً في نقلها إليها. وكذلك خيانة الزوجة لزوجها..فهي تخون بهذه الحالة أسرتها كاملة: زوجها وأولادها وسمعتها وسمعة زوجها، سمعة أهلها وأولادها.. الـخـيـانـة الـذهـنـيـة: وهي أن يقوم أحد الزوجين بالتمني والتخيل والتفكير بمن يرغب ويشتهي..ويزداد الأمر خطورة إذا كان ذلك عندما يتخيل الزوج أن امرأة ما موجودة في محيطه (صديقة، حبيبة، زميلة).. هي التي تنام معه، أو تتخيل الزوجة كذلك.. وتتم هذه الخيانة عادة بسبب خلل نفسي عند الرجل والمرأة التي لا يروق لها الجماع إلا إذا عاشت ضمن خيال معين. ويوجد للخيانة الذهنية أشكال عديدة أيضاً، ولا تقتصر على التعريف السابق حيث يوجد... خـيـانـة إلـكـتـرونـيـة: فمع انتشار شبكة الإنترنت، واتساع خدماتها، واكتساح مواقع التعارف والمحادثة، بات الأمر أسهل بكثير! فلم يعد الأمر يكلف سوى الجلوس أمام شاشة الإنترنت والبدء برحلة بحث عن شخص جاهز لتبادل الحديث معه والخوض بأكثر المواضيع خصوصية وحساسية....فقد يكون هناك حالة من الطلاق العاطفي مستشرية في البيت، أو يكون الزوج مسافراً، أو خارج البيت لأوقات طويلة فتلجأ الزوجة للإنترنت لإشباع عاطفتها، وملأ الفراغ في حياتها، وقد تتمادى مع الشخص الذي تتحدث معه يومياً دون أن تعرف من هو وما ظروفه، فترسم له صورة ذهنية في خيالها بملامح تصممها على ذوقها، فتجد نفسها متورطة بعلاقة محرمة تتمثل بخيانة إلكترونية بامتياز. والأمر الذي يبعث القلق غزو الكومبيوترات، وشاشات الإنترنت لمنازلنا، خاصة مع التطور المذهل في عالم التكنولوجيا فالتحدث والتعارف عبر الإنترنت لم يعد مقتصراً على أحرف ورموز لوحة المفاتيح، فقد بات من الممكن الالتقاء بالصوت والصورة مهما بعدت المسافات. ويبدأ الأمر عادة كنوع من التسلية وتقطيع الوقت ليصل إلى خيانة ذهنية عاطفية. وقد أجرت صحيفة (الكوزموبوليتان) الأمريكية استبياناً حول هذا الموضوع لمعرفة آراء قرائها: فأكدت النسبة الأكبر: أن الجنس عبر الإنترنت يعتبر خيانة لأنه يعتبر انتهاكاً لقدسية العلاقة الزوجية وبهذه الطريقة لا تكون العلاقة الزوجية سليمة وصحية لأن الزوج يشارك امرأة أخرى غريبة تفاصيل حميمة كان من المفترض أن تكون مع الزوجة. جـنـس هـاتـفـي: وفي كثير من الأحيان تنشأ علاقات عبر الهواتف ليبدأ الشخصان بتبادل أطراف الحديث ليغوصا بتفاصيل لاحدود لها... وكثيراً من الأحيان تتكون علاقات وممارسات جنسية لا أخلاقية عبر الهاتف بالصوت والتعبير عن الشهوات باللفظ والكلمة والآهات والخيال. وصحيح أن الزوج أو الزوجة لا يمنحان جسدهما للآخر عبر الهاتف، ولكن تقديم العواطف وتبادلها والكلام الرقيق وكلمات الحب والغرام..وشرح الآلام والآمال يؤدي إلى خيانة جنسية بشكل لفظي على الهاتف أو بلقاء أو باجتماع دون أن يكون هناك لقاء جسدي. الأفــلام الإبـاحـيـة: نوع آخر من الخيانة، حيث يهرب الرجل من فراش الزوجية ليمتع نفسه بالنظر إلى الفتيات اللواتي يظهرن في الفيلم الإباحي يمارسن سلوكيات غير واقعية وخيالية ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، ولا يكتفي الرجل عادة بالمتابعة بل يبدأ بالمقارنة بين الفتاة الرشيقة الجميلة التي تظهر أمامه وزوجته ربة المنزل وأم الأولاد.. وفي كثير من الأحيان قد يطلب الزوج من زوجته تقليد ما تعكسه هذه الأفلام. خــتــامــاً: تعد الممارسات السابقة والتي يقوم بها كلّ من الزوج والزوجة وسائل غير سوية لإشباع خيال مريض وقلب محروم من العلاقة الزوجية الطبيعية، وإشارة لفقدان أدنى مقومات النقاش والحديث بين الزوجين. وزيادة نسبة إحباط الأزواج والزوجات من علاقة الزواج وعدم الشعور بالرضا، بسبب مقارنتهم أنفسهم بما يحدث في خيالهم وأذهانهم. داريـن صـالـح