تفعيلاً لمعاهدة الدفاع المشترك قريباً.. جسر جوي عسكري بين إيران وسورية؟

تفعيلاً لمعاهدة الدفاع المشترك قريباً.. جسر جوي عسكري بين إيران وسورية؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٨ يونيو ٢٠١٥

لم يتردد ضابط روسي سابق في جهاز الاستخبارات الروسية في تأكيد أن الميدان السوري مقبل في الأسابيع القادمة على استحقاقات "هامة جداً"، مرجّحاً - نقلاً عن تقارير أمنية - أن يخرق التطورات الميدانية تشغيل جسر جوي بين طهران ودمشق لنقل معدات عسكرية إيرانية نوعية إلى جبهات سورية تم تحديدها، ربطاً بإعلان إيراني وشيك يقضي بتفعيل معاهدة الدفاع المشترك مع سورية، في وقت ما تزال ترددات الكلام اللافت على لسان قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني تربك الدوائر الأمنية في المحور المعادي، عبر وعده بأن التطورات الميدانية المقبلة في سورية ستفاجئ العالم، ما حدا بضابط رفيع المستوى في سلاح الجو "الإسرائيلي" إلى القول لموقع صحيفة "معاريف" إن "أمراً ما تمّ تحضيره على الأرض السورية بين الأسد وحلفائه، سيكون خطيراً جداً، فسليماني لا ينثر كلاماً في الهواء"، كاشفاً أن الجيش السوري عزز مؤخراً وسائله القتالية بشكل غير مسبوق، "وبصورة لم نشهد لها مثيلاً على امتداد سنوات الحرب الماضية في سورية".

واستناداً إلى تقرير أمني وصفه ضابط روسي سابق في جهاز "كي جي بي" بـ"الهام"، فإن الصقور الجدد في النظام السعودي الحاكم، بالاتفاق مع "اسرائيل" ومشاركة الاستخبارات الأردنية والأميركية، بدأوا في الفترة الأخيرة بالإعداد لسيناريو حيال الجنوب السوري، يكاد يكون الأخطر منذ بدء الحرب على سورية، لافتاً إلى أن الحراك السعودي مؤخراً باتجاه الجبهة الجنوبية بدا لافتاً، دلّ عليه انخراط "جيش الإسلام" في الهجوم المسلح الضخم الذي استهدف "اللواء 52" في الجيش السوري، ووجود رجل الاستخبارات السعودية زهران علوش منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في غرفة عمليات "موك" في عمان، واجتماعه مع قياديين ميدانيين من 28 فصيلاً مسلحاً، بحضور ضباط من الـ"سي آي اي"، أعقبه اجتماع ضمّه وقادة ميدانيين من درعا في بلدة "المفرق" على الحدود السورية - الأردنية.

وبالتزامن، كشف المحلل في صحيفة "دايلي ستار"؛ نيكولاس بلاتفورد، عن لقاء أمني جمع ضباطاً من "الموساد الإسرائيلي" والاستخبارات السعودية في نهاية شهر أيار المنصرم في واشنطن، أعقب اجتماعاً ضم مدير عام وزارة الخارجية "الإسرائيلية"؛ دوري غولد، ومسؤول سعودي رفيع المستوى، للتنسيق حيال الجنوب السوري، يضاف إلى ذلك ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" في 13 من الجاري، حيث أماطت اللثام عن برنامج سري لوكالة "سي آي اي" تدعم من خلاله آلاف المقاتلين في الجبهة الجنوبية السورية بكلفة مليار دولار سنوياً، مرفقاً بالدعم السعودي والقطري والأردني و"الإسرائيلي" لهؤلاء المقاتلين، ما يُظهر حجم المخطط الذي تعمل على ترجمته "إسرائيل" في جنوب سورية بمساندة حلفائها.. لكن أركان محور المقاومة سدّد ضربة قاسية للحلف السعودي - "الإسرائيلي"، عبر سحق عشرين ضابطاً "إسرائيلياً" من كبار الخبراء في سلاح الجو "الإسرائيلي"، إضافة إلى قائد القوات الجوية السعودية محمد الشعلان، وعدد من الطيارين والضباط السعوديين، باستهداف اجتماع لهم في قاعدة خميس مشيط العسكرية جنوب السعودية الأسبوع الماضي، بواسطة صاروخ سكود، وفق تأكيد معلومات صحافية أُتبعت لاحقاً بإشارة مجلة "ديفينس نيوز" إلى وجود ضباط من سلاح الجو "الإسرائيلي" يوجّهون عمل نظرائهم السعوديين في القاعدة المذكورة، واستئثار المقاتلات "الإسرائيلية" بقصف اليمن بناء على تنسيق سري بين تل أبيب والرياض..

المقتلة التي تكتّم حولها الإعلام "الإسرائيلي" كما السعودي بشكل مطبق، والتي نتجت عن نجاح استخباري لافت لأركان محور المقاومة في رصد المجتمعين وهويتهم وعددهم، أدرجتها المعلومات في خانة الصفعة القوية التي تلقّاها الحلف المعادي من البوابة اليمنية، ربطاً بتوحيد الجبهات في المنطقة التي كان أشار إليها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، ومؤشر قوي لسيناريو الرد الذي أعدّه حلف دمشق - طهران - حزب الله للمواجهة المقبلة، تحديداً في الميدان السوري.

وفي السياق، توقّف ادوارد دارك؛ المراسل في صحيفة "آل مونيتور" أمام أداء وتكتيك وحدات الجيش السوري في دفاعها عن مطار "الثعلة" في ريف السويداء، والتي تحوّلت سريعاً إلى قوات مهاجمة سحقت عشرات المسلحين من "جبهة النصرة" والفصائل الحليفة لها، معتبراً أن "ما حققه الجنود السوريون في المطار المذكور يمكن اعتباره عيّنة لما جهّزه الأسد وحلفاؤه خلف جبهات الجنوب السوري، كما في الشمال"، متوقفاً عند الغياب الإعلامي اللافت لقاسم سليماني، "الذي يخفي تحضراً لعمل أمني قادم هام جداً مع الأسد"، وفق تعبيره، وعلى وقع ارتدادات الصفعة "المدروسة" التي تلقّاها رجب طيب أردوغان في الانتخابات الأخيرة، والأهمية اللافتة لسيطرة الأكراد على منطقة تل أبيض الحدودية مع تركيا، يرجّح سفير دولة إقليمية في بيروت، انقلاب الصورة بشكل كبير في المشهد الميداني السوري غضون الأشهر الخمسة المقبلة، على خلفية مستجدات خارج حسابات الجميع في المنطقة!