تكسرت أجنحة الحمامة فإلى أين..؟ بقلم: ندى الجندي

تكسرت أجنحة الحمامة فإلى أين..؟ بقلم: ندى الجندي

تحليل وآراء

السبت، ٢٣ مارس ٢٠١٣

صارت الحياة شاحبة لا لون لها وكأن غيوماً رمادية قد خيمت علينا وأثقلت بظلالها على عيوننا، فلم نعد نُبصر ضياء الشمس، لم نعد نشعر بالدفء والأمان، انطفأ النور في قلوبنا وسادت الظلمة من حولنا، رايات سوداء ترتفع فوق هضاب الشام وقد اغتالت يد الغدر والجهل المحبة، اغتالت رمز الإيمان وعلامة دمشق البوطي..
أيّ جرح دامٍ هذا وأي جلاد هذا وأي خيانة هذه التي لا يُصفح عنها..
ياسمين دمشق قد جفّت ينابيعه وأشجار الغوطة قد تكسرت أغصانها، مآذن الأموي تناشد سرب الحمام أن يعود إلى عشّه..
وطن ينزف.. تموت الإنسانية كيف نوقف المذبحة.. ألسنا خير أمة أخرجت للناس، كيف يعود السنونو يُغرد في ربوع الشام.
كيف مات الشعب، كيف صارت الوجوه بائسة لا لون ولا هوية لها..؟
لماذا ودّعنا الشمس، لماذا أطفأنا ضياءنا، لماذا قتلنا البراءة والطهارة، وكيف غدا حاضرنا ظلمة تقودنا إلى قبورنا..؟
إلى أين تحملنا هذه الرياح؟ إلى أي هاوية نحن ذاهبون؟
أما آن لنا أن نمسح عنا غبار هذه العتمة؟
أما آن لنا أن نلتمس النور والضياء في نفوسنا القابعة في الظلمة؟
أما آن لنا أن نتحرر من هذه الجاهلية؟
لو أن هذه الدماء تعيد بناء المحبة، لو أن صداها يقتل الوحشية عند باب الكنيسة والجامع عند باب المدرسة..
الكل شاهدٌ على هذه المجزرة.. ماذا نريد من الغد.. صرخة يجب أن يطلقها الجميع إلى أين المصير؟؟؟