حسان البني.. وداعاً أيها الهرم الصحفي الكبير, ستبقى حياً في قلوبنا
تحليل وآراء
السبت، ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٣
تمر الأيام والجرح ما زال ينزف، أربعون يوماً اتشحنا بالسواد وبالألم على فراقك,رحلت بصمت كغياب الشمس في غياب ليس بمغيبها, ومنذ أن خلت أجفانك وتطابقت فوق بعضها, ونحن نمر بلحظات قاسية ،هكذا هو الموت, يضرب فيوجع, ويخطف فيؤلم, ويجرح فيحزن, ويهرب فلا نستطيع له إدراكاً أو وصولاً..
أربعون يوماً على رحيلك القاسي الموجع ، لقد طال السفر يا أعز الناس والأحباب ، يا حبيب القلب والروح ، ألا تشعر يا أغلى الناس بوجع الحنين الذي نعيشه منذ رحيلك وفراقنا ، ألم ومرارة البعاد والفراق يدمي القلب والعين تدمع ، والفؤاد يلتهب من وجع رحيلك ، لكنها ، إرادة الله ولا راد لقضائه .
إنني أقف خجلاً منك, ومن نفسي إذ تخونني الكلمات "على غير عادة" فبماذا أرثي صاحب الكلمة الهادفة الصادقة ,فإذا كان كل إنسان يذكر بفعله, فحق علينا أن نذكرك صباح مساء, فقد كنت الروح التي تنبض فينا دفئاً وحيوية, كيف لي أن أنسى لطيف حديثك, وتوجيهاتك الخيرة مع الجميع, وسعة صدرك وتلك الابتسامة المشرقة, التي ما انفكت تبارح ذلك المحيا الوضاح.
حسان البني, الإنسان الذي يتفق الجميع على حبه، فهو مخلوق جميل يصعب أن يتكرر, ويصعب أن تجد له مثيلاً, فتركيبة شخصيته فريدة من نوعها، فهو من البشر الذين تتوقع أن تراهم في أي مكان، ومن الشخصيات التي لا تجد صعوبة في الحديث معها، هكذا هو على الفطرة يدخل القلب ولا يستأذن, ويطيل البقاء في ذاكرتك، فأمثال الزميل الراحل حسان قليلون في هذه الدنيا ورحيلهم دائماً ما يكون موجعاً لكونهم بلسماً يلجأ إليه الجميع.
إنك دائماً معنا ملء السمع والبصر والفؤاد, إنك أستاذنا, والأساتذة لاتموت,
سنبقى نذكرك, مادمنا نحمل قلماً يسير على نهجك, تبكيك القلوب ,وتدمع لأجلك العيون ,أعلم أني مهما كتبت لن أوفيك يا أغلى الناس على قلبي ..
صفوان الهندي