خبزُ الآمال ...بقلم منال محمد يوسف
شاعرات وشعراء
الجمعة، ٢٦ يونيو ٢٠٢٠
خبزُ الآمال
و تُخبزُ الآمال
تُخبزُ ربّما من حزننا الباقي
تُخبزُ من يقين الوجع , من عنفوان الكلمات التي لم تُقال بعد
من صرخة ذاك الطفل الجائع
من كفتيّ عجوزٍ كان يزرع الحياة قمحاً
كان يزرعها قناديلاً , يستطيبُ هطل نورها , يستطيبُ التمسك بأطراف مناديلها , بشيءٍ يُشبه عُرى الوقت و أزرار قمصانه ..
و تُخبزُ الآمال
و كأنّها "قصيدة الحلم " قد كُتبَ علينا التدثر بها
من نداء القول إن أزهرَ فعلاً , و إن أشفق الليل على النّورِ فجراً
و تُخبزُ الأحزان
سلالاً فارغة من التفاحِ و شموساً غاربةً ينامُ نورها من السطور والصفحات , تنامُ بين تجاعيد الزمن الأجوف
و بين منطوق كلامه الذي سُرقَ "قمحه و قمحنا "
و تُخبزُ قصيدة "يُقالُ " لا يجب ذكرها و تذكار الأشياء التابعة له..
تُخبزُ الآمال
وترسمُ ملامح خبزنا الآتي من دمع الفقراء
من لُجين الوقت , من ذكريات لم يموتُ نور حلمها الباقي
تُخبزُ شراعاً من المحبّة يبحثُ عن سُفن الحياة
وسُنبلُ من القمحِ يبحثُ عمّن يرويه " يروي دهشته الظامئة ربّما"
تُخبزُ في ليلٍ جائع الأشواق
تُخبزُ على وجعٍ , و تنام بين "قصائد الحلم الورديّ "
تنامُ و كأنّها لم تولدُ بعد ..
و كأنَّ العطر و كلّ لغاته لم يسكنوا بين الورود
آهٍ لو تُخبزُ الآمال من جديد
و تعربش كلماتها قمحاً و حنطّة مقدسة المعاني تسكنُ بعض السطور ؟
آهٍ لو تُخبزُ و تنبت ياسميناً بين ثنايا القلوب ؟ ..
لو تُخبزُ الأماني السائرات إلى حيث نحن
إلى حيث نكتبُ رواية أخرى "رواية ربّما يكون لأبطالها أقداراً أخرى "
وربّما لا ينهمر دمعهم مثلنا !
"رواية نُخبزُ لها من تبقى من أحلامٍ , من آمالٍ تُمثلُ لنا أرغفة الجمال ونور الحقيقة , تُمثّل الحال المعطوف على نور حاله الآتي
لو تُخبزُ الآمال من بقية ما تبقى
من دمع العصور الأولى "دمع الجائعين "
من دمعة نور تنهمر على خدِّ الصابرين
تنهمر لتبارك ما تشهق به أرواحنا المُتعبة و تقول :
لو تُخبزُ لنا الأوجاع على مهلٍ , على صبرٍ
لو تخبزُ لنا ما نتمناه من خبز الآمال ...