دائرة القلق.. بقلم: بسام جميدة
تحليل وآراء
الخميس، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣
لم يتبق من الزمن سوى أربعة وأربعين يوماً على انطلاقة النهائيات الآسيوية بكرة القدم التي ستقام في قطر، ومازلنا نجهل الصورة التي سيظهر عليها هناك، وخصوصاً أن الصورة السابقة التي ظهر عليها في النهائيات السابقة مازالت ماثلة في الأذهان عبر مهازل جرت على مرأى ومسمع الجميع، كما أن المظهر الهزيل على مستوى الأداء كما شاهدنا منذ أيام في التصفيات المزدوجة وما حدث من تفاصيل صغيرة وكبيرة يجعلنا غير متفائلين بما هو قادم. وما حدث مع المدرب الألماني شتانغيه يبدو أنه سيتجدد مع المدرب الأرجنتيني كوبر!
فالجهاز الفني الذي يعمل عن بعد يتكتم على كل شيء كما اتحاد كرة القدم ومن تحت مظلته، المنتخب غير مقنع بعطائه الفني مطلقاً، والمدرب يظهر أنه لا يريد أن يفشي سراً ويكمل عقده بسلام واطمئنان مهما كانت النتائج، فهو لا حول له ولا قوة، ويعمل بما يتاح له من لاعبين وليس بما يفكر ويريد، وإلا لظهر على الملأ يبرر لنفسه على الأقل كي لا يدان ويحمل على ظهره المسؤولية مع ما سيحمل من رواتب يتقاضاها دون أي فائدة تذكر حتى تاريخه.
واتحاد كرة القدم لم يبد أي ردة فعل تجاه ما يجري، وكأن أمور المنتخبات لا تعنيه سوى في أثناء تسمية الكوادر ويتركها قائلاً: «سيري فعين الله ترعاك».
مجموعتنا في النهائيات الآسيوية لن تكون سهلة، وسنلعب مع أستراليا وأوزبكستان والهند، ماذا بوسع كوبر أن يفعل خلال الأيام القادمة وليس أمامه سوى معسكر قصير وربما ودية أخرى، هل سيبدل رأيه ببعض اللاعبين؟ وماذا سيفعل مع خط الدفاع المتهالك؟ وخط الوسط الذي لم يكن فاعلاً؟ وكيف سيعيد اللحمة بين بعض اللاعبين ويعيد لهم الثقة بالنفس التي بدت مهزومة جداً؟ وهل ستهزمنا مزاجية بعض اللاعبين التي مازالت موجودة ومؤثرة؟ وهل سنرى وجوهاً جديدة استمراراً لسياسة عدم الثبات على تشكيلة معينة ويستقدم لاعبين جدداً؟ أم إنه سيستمر بما بدأ به، ويعمل بعقليته التي يراهن عليها كما يراهن على جودة بعض اللاعبين مما سيضيع علينا فرصة التأهل للدور الثاني من البطولة لأول مرة في تاريخنا الآسيوي، وهل سيصلح كل هؤلاء اللاعبين للمشاركة في التصفيات المونديالية القادمة وهي طويلة؟
أسئلة كثيرة تدور في المخيلة، وتبعث على القلق، وكأنه مكتوب علينا أن نبقى ندور في هذه الدائرة!.