رسول حمزاتوف (1923- 2003)
نجم الأسبوع
الخميس، ٦ نوفمبر ٢٠١٤
تمر هذه الايام ذكرى رحيل الشاعر الكبير رسول حمزاتوف الذي طبقت شهرته الآفاق ودخلت أعماله الابداعية كل بيت على امتداد مساحات شاسعة من العالم
وما من مكتبة ادبية عامة او شخصية تخلو من رائعته داغستان بلدي الملحمة الادبية التي تجعلك تحلق في عوالم السحر والخيال وتعيش هناك حيث دروبه وامله والامه، حيث النور والنبض والثلج، حيث تكون النبضة الاولى لكل قلب ولكل حبة قمح. من داغستان الى العالمية لا بل الى الخلود من نبض الناس وعنفوانهم ومن امالهم واحزانهم جاء رسول حمزاتوف وترك هذه الشهرة التي ملأت كل الافاق، لم تأت شهرته من جائزة هنا او من منتدى باريسي او من لقاء على اثير مسموم كما يفعل البعض الان ويظن انه صار نجما عالميا، من تراب بلاده ومن قصص حيواتهم ومن كل ما رسمه ونقله باحساس الفنان المبدع هو رسول حمزاتوف الذي يحتفي العالم به سواء في ذكرى رحيله ام ولادته وفي محطات حياته كما نشرتها الكثير من المواقع والصحف العربية والعالمية انه تقول صحيفة الوسط في تقرير عنه:
ولد رسول حمزاتوف في ايلول العام 1923 في قرية تسادا الآفارية في شمال شرق القوقاز، وكان والده جمزات تساداسا شاعرا مشهورا ورث التقليد القديم للغناء على أنغام القيثار الذي مازال قائما في الجبال.
وكان ينظر إلى الشعراء باحترام وتقدير عظيم. فعندما كان محمود، الشاعر الشهير للجيل السابق يغني في ساحة السوق المزدحمة وينقر أوتار كمانه للدور المصاحب كان الصغار والكبار يستمعون بلهفة في سكوت تام حتى أن طنين النحلة يمكن سماعه.
ويتذكر رسول بعض الأشياء عن والده قائلا: عندما كنت صغيرا كان والدي يلفني في معطفه الفضفاض المصنوع من جلد الغنم وينشد قصائده لي، لذلك فقد حفظت هذه القصائد عن ظهر قلب قبل أن أركب الحصان أو ألبس حزاما.
وكان رسول يشاهد من النافذة الصغيرة في منزل والده المبني من الحجر الصلب رقعة خضراء أسفل القرية ومن فوقها الصخور الناتئة. وكانت حافة الجبال تشبه ظهر الجمل المتقوّس. وكصبي كان رسول يُسيم حصان جاره ليرعى لمدة ثلاثة أيام مقابل رواية قصة مكافأة له. وكان يتسلق الجبال نصف يوم للانضمام إلى الرعاة في الجبال ويمشي نصف يوم في رحلة العودة كي يسمع قصيدة واحدة فقط.
وعندما كان في الصف الثاني في المدرسة سار مسافة اثني عشر ميلا لمقابلة رجل عجوز صديق لوالده كان يعرف الكثير من الأغاني والقصائد والقصص الخيالية. وقد غنّى ذلك العجوز وأنشد قصائد لهذا الصبي الصغير لمدة أربعة أيام من الصباح حتى الليل. وكتب رسول بقدر ما استطاع وعاد إلى المنزل مسرورا بحقيبة مليئة بالقصائد الشعرية.
وكان في الحادية عشرة عندما كتب أول أشعاره وهو يرقد على جلد ثور في شرفة منزله. وكانت القصيدة تروي قصة الصبية من أهل المكان الذين هرولوا إلى الأرض المقطوعة الشجر إذ هبطت هناك طائرة لأول مرة العام 1934.
كان والده أول من علمه فن الشعر، ويقول رسول مستذكراً: «بالنسبة إلى قصائدي الأولى ستجد جمرة متوهجة على الأقل إذا قمت بنبش الرماد».
أما كتابه الأول للقصائد فكان بعنوان «الحب الملهم والغضب المتقد». وكان يشعر بالابتهاج عندما ترسل إليه الفتيات في الجبال اللاتي قرأن هذه القصائد رسائل اعجاب. ولا يستطيع رسول حتى الآن أن ينسى الألم الذي ينتابه عندما يشاهد راعيا في الشتاء يستخدم صفحة من قصائده ليلف سيجارة (كان هذا الأمر العام 1943).
وفي العام 1945 وصل رسول إلى موسكو للالتحاق بمعهد جوركي للأدب ومعه القليل من كتبه باللغة الآفارية ومبلغا زهيدا من المال. ودرس هناك اللغة الروسية والأدب العالمي وفن الشعر مع مجموعة من الشعراء الشباب تحت اشراف كتاب متمرسين. وقد وقع بالتناوب في حب سبع فتيات ولكن حبه الثابت تركز في اثنتين فقط هما بشكن وليرمنتوف.
وظل رسول طيلة الخمسين عاما الماضية من أكثر الشعراء السوفيات الخصيبي الانتاج إذ كتب قصائد غنائية غزلية وقصائد قصصية طويلة وأغانٍ شعبية وقصائد قصيرة مختتمة بأفكار بارعة أو ساخرة وثُمانيات (مقطوعات شعرية ذات ثمانية أبيات) فلسفية نالت اعجاب الملايين من القراء.
درس حمزاتوف في معهد البيداغوجيا (علم اصول التدريس) وفي العام 1940 عاد ليدرس في مدرسة قريته لفترة قصيرة. ثم تقلد عدة وظائف منها مساعد مدير فرقة مسرحية جوالة وموظفا في الإذاعة وصحيفة «بولشفيك جور».
وفي العام 1943 نشر أول مجموعة لقصائده «الحب الملتهب والغضب المتقد» بلغة الآفار وهي اللغة التي يتحدث بها سكان داغستان.
ودرس حمزاتوف في معهد جوركي للأدب في موسكو في العام 1945 إلى 1950. وتم نشر أول مجموعة قصائد له بالروسية العام 1947. ومنذ ذلك الحين قام بنشر اكثر من عشرين كتابا بكل من اللغتين الروسية والآفارية.
وقد فازت مجموعته الشعرية بعنوان «عام ميلادي» بجائزة الدولة لجمهوريات الاتحاد السوفياتي الاشتراكية (ز) العام 1952. وفاز حمزاتوف كذلك بجائزة لينين لمجموعته الشعرية بعنوان «النجوم الشامخة» العام 1962. ورسول حمزاتوف نجم ببلده ومن بلده وهو القائل:
إنسان الهضاب أنا، وفيٌّ لداغستان
من ترى يعلم، أني ربما
سأكون نجمة يوما ما
آنئذ سأحدق بأشعار آخر
نجمة تحتضن الارض
ضميرا متوهجا لأولئك الذين عاصروني
صداقة.. عشت طويلا وما زلت ترتضي
ان تختبئ من عواطف الحياة
ليس بمقدورك تسمية صديق واحد
له فقط يحس قلبك بالسعادة
وعندما تمر السنون وتغدو عجوزا
سيلتفت الناس ويقولون
عاشت قرنا هذه الروح المسكينة
لكنها لم تحيا يوما واحدا
على البر أو البحر
على البر، كما البحر، اسبح
الى القمة، أو اخترق طريقي الى الاعماق
حيث العبارات الفرحة أو المتجهمة
تنبثق مثل الكثير من النفس المضاع
وعندما تغير علينا المتاعب
نحن الى البحر، وفي المأزق المفجع
نسبح بدون يد تمد الينا
وما من مكتبة ادبية عامة او شخصية تخلو من رائعته داغستان بلدي الملحمة الادبية التي تجعلك تحلق في عوالم السحر والخيال وتعيش هناك حيث دروبه وامله والامه، حيث النور والنبض والثلج، حيث تكون النبضة الاولى لكل قلب ولكل حبة قمح. من داغستان الى العالمية لا بل الى الخلود من نبض الناس وعنفوانهم ومن امالهم واحزانهم جاء رسول حمزاتوف وترك هذه الشهرة التي ملأت كل الافاق، لم تأت شهرته من جائزة هنا او من منتدى باريسي او من لقاء على اثير مسموم كما يفعل البعض الان ويظن انه صار نجما عالميا، من تراب بلاده ومن قصص حيواتهم ومن كل ما رسمه ونقله باحساس الفنان المبدع هو رسول حمزاتوف الذي يحتفي العالم به سواء في ذكرى رحيله ام ولادته وفي محطات حياته كما نشرتها الكثير من المواقع والصحف العربية والعالمية انه تقول صحيفة الوسط في تقرير عنه:
ولد رسول حمزاتوف في ايلول العام 1923 في قرية تسادا الآفارية في شمال شرق القوقاز، وكان والده جمزات تساداسا شاعرا مشهورا ورث التقليد القديم للغناء على أنغام القيثار الذي مازال قائما في الجبال.
وكان ينظر إلى الشعراء باحترام وتقدير عظيم. فعندما كان محمود، الشاعر الشهير للجيل السابق يغني في ساحة السوق المزدحمة وينقر أوتار كمانه للدور المصاحب كان الصغار والكبار يستمعون بلهفة في سكوت تام حتى أن طنين النحلة يمكن سماعه.
ويتذكر رسول بعض الأشياء عن والده قائلا: عندما كنت صغيرا كان والدي يلفني في معطفه الفضفاض المصنوع من جلد الغنم وينشد قصائده لي، لذلك فقد حفظت هذه القصائد عن ظهر قلب قبل أن أركب الحصان أو ألبس حزاما.
وكان رسول يشاهد من النافذة الصغيرة في منزل والده المبني من الحجر الصلب رقعة خضراء أسفل القرية ومن فوقها الصخور الناتئة. وكانت حافة الجبال تشبه ظهر الجمل المتقوّس. وكصبي كان رسول يُسيم حصان جاره ليرعى لمدة ثلاثة أيام مقابل رواية قصة مكافأة له. وكان يتسلق الجبال نصف يوم للانضمام إلى الرعاة في الجبال ويمشي نصف يوم في رحلة العودة كي يسمع قصيدة واحدة فقط.
وعندما كان في الصف الثاني في المدرسة سار مسافة اثني عشر ميلا لمقابلة رجل عجوز صديق لوالده كان يعرف الكثير من الأغاني والقصائد والقصص الخيالية. وقد غنّى ذلك العجوز وأنشد قصائد لهذا الصبي الصغير لمدة أربعة أيام من الصباح حتى الليل. وكتب رسول بقدر ما استطاع وعاد إلى المنزل مسرورا بحقيبة مليئة بالقصائد الشعرية.
وكان في الحادية عشرة عندما كتب أول أشعاره وهو يرقد على جلد ثور في شرفة منزله. وكانت القصيدة تروي قصة الصبية من أهل المكان الذين هرولوا إلى الأرض المقطوعة الشجر إذ هبطت هناك طائرة لأول مرة العام 1934.
كان والده أول من علمه فن الشعر، ويقول رسول مستذكراً: «بالنسبة إلى قصائدي الأولى ستجد جمرة متوهجة على الأقل إذا قمت بنبش الرماد».
أما كتابه الأول للقصائد فكان بعنوان «الحب الملهم والغضب المتقد». وكان يشعر بالابتهاج عندما ترسل إليه الفتيات في الجبال اللاتي قرأن هذه القصائد رسائل اعجاب. ولا يستطيع رسول حتى الآن أن ينسى الألم الذي ينتابه عندما يشاهد راعيا في الشتاء يستخدم صفحة من قصائده ليلف سيجارة (كان هذا الأمر العام 1943).
وفي العام 1945 وصل رسول إلى موسكو للالتحاق بمعهد جوركي للأدب ومعه القليل من كتبه باللغة الآفارية ومبلغا زهيدا من المال. ودرس هناك اللغة الروسية والأدب العالمي وفن الشعر مع مجموعة من الشعراء الشباب تحت اشراف كتاب متمرسين. وقد وقع بالتناوب في حب سبع فتيات ولكن حبه الثابت تركز في اثنتين فقط هما بشكن وليرمنتوف.
وظل رسول طيلة الخمسين عاما الماضية من أكثر الشعراء السوفيات الخصيبي الانتاج إذ كتب قصائد غنائية غزلية وقصائد قصصية طويلة وأغانٍ شعبية وقصائد قصيرة مختتمة بأفكار بارعة أو ساخرة وثُمانيات (مقطوعات شعرية ذات ثمانية أبيات) فلسفية نالت اعجاب الملايين من القراء.
درس حمزاتوف في معهد البيداغوجيا (علم اصول التدريس) وفي العام 1940 عاد ليدرس في مدرسة قريته لفترة قصيرة. ثم تقلد عدة وظائف منها مساعد مدير فرقة مسرحية جوالة وموظفا في الإذاعة وصحيفة «بولشفيك جور».
وفي العام 1943 نشر أول مجموعة لقصائده «الحب الملتهب والغضب المتقد» بلغة الآفار وهي اللغة التي يتحدث بها سكان داغستان.
ودرس حمزاتوف في معهد جوركي للأدب في موسكو في العام 1945 إلى 1950. وتم نشر أول مجموعة قصائد له بالروسية العام 1947. ومنذ ذلك الحين قام بنشر اكثر من عشرين كتابا بكل من اللغتين الروسية والآفارية.
وقد فازت مجموعته الشعرية بعنوان «عام ميلادي» بجائزة الدولة لجمهوريات الاتحاد السوفياتي الاشتراكية (ز) العام 1952. وفاز حمزاتوف كذلك بجائزة لينين لمجموعته الشعرية بعنوان «النجوم الشامخة» العام 1962. ورسول حمزاتوف نجم ببلده ومن بلده وهو القائل:
إنسان الهضاب أنا، وفيٌّ لداغستان
من ترى يعلم، أني ربما
سأكون نجمة يوما ما
آنئذ سأحدق بأشعار آخر
نجمة تحتضن الارض
ضميرا متوهجا لأولئك الذين عاصروني
صداقة.. عشت طويلا وما زلت ترتضي
ان تختبئ من عواطف الحياة
ليس بمقدورك تسمية صديق واحد
له فقط يحس قلبك بالسعادة
وعندما تمر السنون وتغدو عجوزا
سيلتفت الناس ويقولون
عاشت قرنا هذه الروح المسكينة
لكنها لم تحيا يوما واحدا
على البر أو البحر
على البر، كما البحر، اسبح
الى القمة، أو اخترق طريقي الى الاعماق
حيث العبارات الفرحة أو المتجهمة
تنبثق مثل الكثير من النفس المضاع
وعندما تغير علينا المتاعب
نحن الى البحر، وفي المأزق المفجع
نسبح بدون يد تمد الينا