روسيا تكسب: جبهة ثانية في “الحرب الباردة” الأميركية

روسيا تكسب: جبهة ثانية في “الحرب الباردة” الأميركية

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٧ يونيو ٢٠١٩

تحت العنوان أعلاه، كتب يوري تافروفسكي، في “موسكوفسكي كومسوموليتس”، حول ضرورة التنسيق الروسي الصيني لمواجهة الولايات المتحدة.
 
وجاء في مقال مدير مركز “الحلم الروسي- الحلم الصيني”: يشير الهجوم الأميركي على الصين على جبهتين، تجارية ومالية، وإبعادها عن أسواق التكنولوجيا الفائقة في العالم، ونمو التوترات العسكرية في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، إلى اقتراب الطور المفتوح في الحرب الباردة.
 
تتكشف “الحرب الباردة” ضد الصين عن أنماط الحرب التي تدور ضد روسيا منذ سنوات عديدة. أصبحت العقوبات التجارية والمالية، والقيود المفروضة على الوصول إلى التكنولوجيا، وتطويقها بقواعد عسكرية، واقعا مألوفا في حياة المجتمع الروسي.
 
أما انتقال الولايات المتحدة المحتمل إلى حرب هجينة ضد الصين، بالتزامن مع تشديد الضغط على روسيا، فيؤدي إلى خلق وضع دولي جديد نوعيا. فمن ناحية، ستضطر موسكو وبكين إلى تخصيص مزيد من الأموال للبرامج العسكرية، على حساب مستوى حياة الناس. وقد ظهر منذ الآن، في كلا البلدين، استياء من عسكرة المجتمع على حساب تحسين مستويات المعيشة؛ أما، من ناحية أخرى، فإن الموقف الأميركي تعقده الحاجة إلى مواجهة قوتين نوويتين تتمتعان بمصالح عالمية في آن واحد. قد يخلق الوضع الجديد فوائد إضافية لموسكو وبكين، إذا تمكنتا من تقويمه بشكل صحيح، ونسقتا خططهما وأعمالهما بالسرعة اللازمة. لقد حان الوقت لأن تتخلص النخب الحاكمة في بلادنا من رواسب عدم الثقة المتبادلة، التي تعيق رفع مستوى الشراكة الاستراتيجية، وتقلل من قدرة البنى الاقتصادية على الصمود.
 
إن المصالح الوطنية لروسيا والصين، في مواجهة التحدي الأميركي الشديد الوضوح، تحتم مناقشة عاجلة للوضع الدولي الجديد. وتوفر فرصة جيدة لذلك اجتماعات الرئيس بوتين مع الرئيس شي جين بينغ، أيام 5- 7 حزيران/ يونيو في موسكو وسان بطرسبورغ، وغيرها من لقاءات القمة المقرر عقدها هذا العام.
 
ولكن، لنكن واقعيين. فمن المستبعد أن تؤدي حتى التحديات الجديدة والتهديدات المشتركة في المستقبل المنظور إلى إنشاء تحالف عسكري سياسي روسي صيني. في بداية “الحرب الباردة” المفروضة علينا، سنكون “معا، ولكن مختلفين”.. ستقاتل أميركا على جبهتين في وقت واحد.