سؤال.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

سؤال.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ٢٦ يونيو ٢٠١٦

قرأت بالأمس نبأ بين أوراقي عن إقدام أحد المغرمين بفرقة "الخنافس" البريطانية التي اشتهرت في وقت من الأوقات إلى درجة تكريمهم من حكومتهم بمنحهم لقب "سور". وهذا اللقب لقب لا يحظى به عادة إلا الكبار من رجال السياسة والمسؤولين في الدولة.
 بغض النظر عن هذا التكريم الذي نحن لسنا غرباء عنه كتقليد بين وقت وآخر، أن اللافت للأنظار أن تحظى حاجيات أعضاء الفرقةباهتمام كأنها أصبحت جزءاً من تراث البلد الذي ينتمون إليه، وإلى درجة تجعل البعض من المغرمين بها يسعى للحصول عليها بأي ثمن.
هذه ظاهرة تستحق التقدير من حيث المبدأ، وخصوصاً إذا كان صاحب الحاجة، مهما يكن شأنها، من فئة الأدباء أو الفنانين أو العلماء، وكان من بين الذين ساهموا في إعلاء شأن أوطانهم بنتاجهم المؤهل ليكون معلماًيُفتخر به.
في النبأ الذي قرأته أن أحد المغرمين بأعضاء فرقة "الخنافس" اشترى ورقة عليها بضعة سطور بخط عضو الفرقة  "بول مكاتني" بمبلغ 120 ألف جنيه إسترليني والأسطر عبارة عن كلمات الأغنية التي اشتهرت في حينه وكانت بعنوان "دخلت من النافذة"!
وبطبيعة الحال نحن لا نملك حق التدخل في هذا الأمر، لأن من حق صاحب المبلغ أن يصرفه حيث يشاء ولمن يشاء، علما بأن الشاري لم يُعرف من هو حتى الساعة عملاًبالاتفاق الذي تم بينه وبين البائع. وأيضاً، بطبيعة الحال، لا بد أن يتبادر إلى ذهننا، في الوقت نفسه، السؤال التالي: لماذا نحن لا نقرأ أو نسمع  مثلاً عن مزاد علني، ليس من أجل ورقة عليها كلمات أغنية، بل من أجل ورقة عليها كلمات أطلقت شرارة ثورة نشبت في وجه مستعمر، وتحمل توقيع أحد زعماء الثورات التي شهدتها بلادنا على سبيل المثال؟ أو وثيقة محفوظة في أدراج بعض السياسيين المخضرمين ممن رحلوا عن دنياهم وتركوها أمانة عند ورثتهم، مع أهميتها في سياق تثقيف أبناء الجيل والأجيال الآتية؟ لماذا؟
تراها عادة طمس تداعيات أو إخفاء ما يرد في الوثيقة لأنها من زمن غير زماننا في سياق تقييم الأمور بوجهة نظر جيل اليوم فقط؟ إنه سؤال لا أعتقد أنه لن يجد إجابة في سبيل خدمة التاريخ.
Iskandarlouka@yahoo.com