شطحة عطشى.. وقريتها النموذجية تستغيث؟!
الأزمنة
الجمعة، ١٦ ديسمبر ٢٠١١
الموارد المائية التي نفذت المشروع ومؤسسة مياه الشرب التي ترفض استلامه هما المؤسستان اللتان تكمن عندهما مشكلة أهل القرية النموذجية وسكان شطحة الذين استغربوا هذا العطش وهم أهل الينابيع والآبار لسان حالهم يقول:
المياه وافرة والآبار جاهزة والشبكة نفذت، فلماذا مياهنا بالقطارة ولماذا نشتري مياهنا بأسعار باهظة؟
لماذا؟ هذا هو السؤال الذي يدور في ذهن كل مواطن من شطحة ننقله إلى المعنيين علّنا نضيء في هذا التحقيق على الإجابة التي تقدم حلولاً للجميع.
الأهالي.. يشكون
منذ أكثر من عدة أعوام خُصصنا بمقاسم في القرية النموذجية وقمنا بالسكن وحالياً نحن أكثر من مئة عائلة ورغم وجود الشبكة والآبار فإننا نعاني من العطش ونشتري المياه بأسعار باهظة، وتقدمنا بشكاو عديدة للمسؤولين ضُخت على مدى السنوات الماضية ولكنْ أذن من طين وأخرى من عجين هذه هي حالنا مع الجهات المعنية التي ترمي كل منها الكرة في ملعب الأخرى غير آبهة بمعاناتنا التي تتفاقم عاماً بعد عام، صيف في منطقة تكثر فيها المياه والينابيع ويكثر فيها أيضاً إهمال المعنيين الذين لا يحسنون التوزيع فحيٌّ تتوافر فيه المياه باستمرار وآخر لا يشرب إلا حسب مزاجية القائمين على التوزيع.
حالهم كما شهدناها تؤكد المشكلة والضرر الذي لحق بهم وتؤكد أن معاناتهم ممكنة الحل فماذا يقول فيها المعنيون؟
البلدية تؤكد المعاناة
شهدات ضاهر رئيس مجلس بلدة شطحة قال: يوجد أكثر من مئة منزل في القرية النموذجية محرومة تماماً من مياه الشرب ،والأهالي يشترون المياه من الصهاريج وبأسعار تزيد عن 200 ل.س للصهريج الواحد وهذا الأمر أرهق الأهالي وزاد من قلقهم وشكل عبئاً مادياً أثقل كاهلهم وحتى الدوائر الرسمية تفتقر هي الأخرى لمياه الشرب وتشتري حاجتها من الباعة، وأضاف ليست المشكلة في القرية النموذجية فقط بل البلدة بكاملها تعاني بشكل عام من نقص شديد في مياه الشرب رغم كثرة الينابيع ،والنقص عائد لعدم استثمار البئر الجاهز على حد القول المعنيين ،ولكون المشروع الذي نفذ سابقاً لم يكن بالمستوى المطلوب لجهة التمديد الجيد للشبكة والاستثمار كما أن أحياء كثيرة مازالت على الشبكة القديمة التي اهترأت كونها منفذة منذ الستينات ولو تم تحويل هذه الأحياء على الشبكة الجديدة لحُلت المشكلة وهناك مشكلة في التوزيع تؤرق ساكني البلدة وخاصة في الأحياء المرتفعة التي لا تحظى بالقسط الكافي من المياه كما أن قراءة العدادات كثيراً ما تكون خاطئة وبالتالي تتراكم الفواتير ويُظلم المواطن والسبب قلة مؤشري العدادات في البلدة، وإهمال القائمين على القراءة.
حلول مقترحة
كبلدية قمنا بتخصيص قطعة أرض لحفر بئر جديد في حي الزيارة وحالياً هو قيد التسليم وبإنجازه نعتقد بأن المشكلة ستحل لمجموعة كبيرة من المواطنين وهناك أيضاً دراسة قديمة وجاهزة للتنفيذ تخص جر مياه بحيرة ناعور شطحة واستثمارها لصالح البلدة وأهلها وبالاستثمار تحل المشكلة كاملة ذلك لأن النبع غزير المياه ويكفي البلدة أما سبب تأخير هذه المشاريع الهامة فيبقى في رسم مؤسسة المياه التي نأمل أن تسرع في تنفيذها لما لها من أهمية كفيلة بحل مشكلات ومعاناة الأهالي.
الشبكات جاهزة
يؤكد مدير الموارد المائية بالغاب المهندس محمد زينة أن شبكات مياه الشرب مع مجموعات الضخ جاهزة في القرى النموذجية العشر الموجودة في منطقة الغاب وفيما يخص شطحة قال زينة: البئر الموجود فيها جاهز مع الخزان والشبكة ومجموعة الضخ قيد الدراسة والإعلان وما تبقى من أمور عالقة عند مؤسسة المياه التي يجب أن تضع البئر والشبكة في الاستثمار لأن البئر الموجود معتمد ومياهه صالحة.
أما المشكلة فتكمن حسب زينة عند مؤسسة المياه التي تعرقل العمل بحجة أن الشبكات قديمة وغير صالحة للضغط علماً أن الشبكة سليمة في ضغط التشغيل الطبيعي وقد تم التوجه بعدة كتب ومراسلات للمؤسسة والمحافظة لحل مشكلة الأهالي العالقة منذ زمن واستثمار البئر وفي كل مرة تعرقل المشكلة آلية الحل وتزيد المشكلة تفاقماً.
الشبكات غير صالحة
كيف ينظر المعنيون لمشكلة أهالي شطحة؟ وهل من حلول ممكنة لتلافي هذه المشكلة وحلها؟ إذا كانت الشبكة موجودة والبئر جاهز فلماذا أهالي شطحة عطشى؟
أسئلة نقلناها للمهندس عامر محفوظ رئيس وحدة مياه شطحة الذي قال: مشكلة المياه موضوع قديم حديث والمؤسسة لا تستطيع تغذية القرى النموذجية لأنها لم تستلم هذه القرى حتى الآن والسبب هو تنفيذها القديم والذي تجاوز 25 عاماً بالتالي فإن عمر الشبكات منتهٍ وغير صالحة للشرب والاستخدام البشري وهي غير قابلة للصيانة والإصلاح.
كما أشار محفوض إلى أن المشروع بأكمله غير جاهز حيث لا توصيلات مع الخزان ولا غرفة ضخ فقط يوجد بئر وقد كلفت لجان من المؤسسة بالتنسيق مع الموارد المائية للكشف عن المشروع ومتابعة الموضوع وفي كل مرة يتم رفض الاستلام لهذه الأسباب وكمؤسسة نتمنى أن نؤمن المياه للجميع دون استثناء وفي حال استلام المشروع سيتم إشراك المواطنين بالعدادات ولكن إذا بقي المشروع بحالته الراهنة المتردية فليس من مصلحة المؤسسة استلام هكذا مشروع.
ولدى سؤالنا عن مشاريع الأحياء غير المكتملة وسوء التقنين والقراءات الخاطئة للعدادات أجاب: بعض مشاريع الأحياء غير مكتملة وسابقاً كان يتم التقنين ليوم أو يومين وحالياً يوجد بئر موضوع بالاستثمار بجانب الهاتف الآلي يشغل بشكل يومي.
أما ما يخص الحي الجنوبي من شطحة يوجد بئر قيد التعاقد عليه وأيام معدودة تفصل مباشرة العمل فيه وبالتالي تحل مشكلة أهالي الحي وحالياً توجد شبكة منفذة في شطحة تم استلامها بشكل مؤقت إلا أن أقطار الشبكة صغيرة لا تناسب التوزع السكني والزيادة السكانية.
وهناك مشروع قائم أُعلن مرة وحالياً يعلن عنه للمرة الثانية سيغطي كامل البلدة يعالج الأخطاء وتبديل الشبكات في المشاريع السابقة وتدعيم مياه شطحة القديمة وهو بكلفة 19 مليون ليرة سورية وبالنسبة للعدادات قد يكون هناك قراءات خاطئة للبعض ولكن أي شكوى نعالجها في حينها ويتم الكشف وتشكل لجنة وإذا كان هناك تظلّم أو فرق كبير يعاقب القارئ وتعالج المشكلة وتوزع الفاتورة على دفعات متعددة دون غرامات.
أخيراً
مهما يكن من أمر أو عوائق فإن الضحية في شطحة هم أهلها العطشى لذا وجب تذليل أية عقبة مهما كانت فأي حجج لا يجب أن تقف في وجه تأمين مطلب هام للمواطن وعماد من أعمدة الحياة ،الماء، الذي نتمنى الإسراع في تأمينه لشطحة وقريتها النموذجية بأسرع وقت ممكن وذلك من أجل خدمة المواطن وتأمين مياه الشرب أهم مقومات العيش الكريم.
فهيم جميل يوسف