صنعاء تلوّح بأسلحة جديدة: إلى ما بعد خليج عدن
أخبار عربية ودولية
الجمعة، ١ مارس ٢٠٢٤
في ظل ترتيبات أميركية لرفع مستوى التصعيد البحري والجوي ضد اليمن، خاضت قوات صنعاء البحرية منازلة غير معلنة مع القوات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، لليوم الثاني على التوالي. وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء أن العمليات البحرية اليمنية تواصلت خلال الساعات الماضية في البحر الأحمر، وتركّزت على السفن العسكرية، مشيرة إلى أنه تمّ رصد وقوع اشتباكات بحرية للمرة الثانية في غضون 48 ساعة. ولفتت إلى أن البحرية الأميركية كثّفت نشاط طائرات التجسس في أجواء المياه الإقليمية اليمنية، في محاولة منها لرصد أي هجمات بحرية جديدة. وكشفت أن «صنعاء قيّمت عملياتها للمرة الثانية منذ بدء التصعيد العسكري في البحر الأحمر وخليج عدن منتصف تشرين الثاني، وكانت النتائج جيدة. إلا أنها تسعى إلى تعزيز الجهد اليمني المساند للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، توازياً مع تصعيد العدو الإسرائيلي جرائمه ضد الشعب الفلسطيني». كما كشفت أن حركة «أنصار الله» تعتزم إدخال أسلحة جديدة في المعركة البحرية خلال الأيام المقبلة، ستكون فاعلة بشكل كبير، بعد نجاح العمليات السابقة. وأكّدت المصادر أن الحركة صارت على استعداد كامل لتوسيع نطاق المواجهة إلى ما بعد خليج عدن، وتوقّعت بدء عمليات نوعية ضد السفن العسكرية الأميركية والبريطانية في البحريْن الأحمر والعربي خلال الأيام المقبلة.وفي الوقت الذي جدّد فيه الطيران الأميركي والبريطاني، أمس، استهداف منطقة الصليف في سواحل مدينة الحديدة بغارتين، أقرّت بريطانيا، بتنفيذ قوات صنعاء عمليات بحرية واسعة. وقالت السفارة البريطانية في اليمن، في بيان على منصة «إكس»، إنه «منذ تشرين الثاني، نفّذ الحوثيون أكثر من 60 هجوماً في البحر الأحمر». ويأتي هذا الإقرار البريطاني في ظل تعرّض سفن المملكة المتحدة التجارية والعسكرية لضربات موجعة من قبل «أنصار الله». وهي ضربات توعّد قائد الحركة، السيد عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز ألقاه مساء أمس، بالمزيد منها، مهدّداً العدوان الأميركي - البريطاني بمفاجآت عسكرية تفوق كل توقعاته وحساباته، مؤكّداً أن قوات بلاده تمكّنت خلال الفترة الماضية من استهداف 54 سفينة تجارية محظورة، واستخدمت 384 صاروخاً وطائرة مُسيّرة في العمليات التي نفّذتها في البحر الأحمر وخليج عدن، ومشيراً إلى أن الغارات الأميركية - البريطانية لم يكن لها أي تأثير على قدرات صنعاء العسكرية.
وبالتزامن مع ارتفاع مستوى التصعيد البحري، وإعلان الجهات الأمنية في حكومة صنعاء إحباط مخطط أميركي تمثّل في محاولة خلايا إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» ومرتبطة بالاستخبارات الأميركية والبريطانية افتعال أحداث أمنية في محافظة البيضاء، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، عقوبات جديدة ضد قيادات في وزارة الداخلية اليمنية، حيث وضعت بالتنسيق مع الحكومة البريطانية اسم مدير القيادة والسيطرة في الوزارة وقائد شرطة النجدة، علي حسن الحوثي، على اللائحة السوداء، بعد إعادة تصنيف حركة «أنصار الله» على قائمة المنظمات الإرهابية. وقالت مصادر في «أنصار الله»، لـ«الأخبار»، إن «تزامن وضع المسؤول على اللائحة مع ضبط الخلايا الإرهابية، يشير إلى أن واشنطن ولندن انزعجتا من العملية الأمنية التي نفّذها قطاع الأمن ضد أولئك العناصر الإرهابيين، لا أكثر». وأشارت إلى أن «الحوثي ليست له صفة في وزارة الدفاع التي تنفّذ قواتها عمليات في البحر الأحمر وخليج عدن ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية»، مؤكدة أن «الولايات المتحدة تعيش حالة إرباك شديدة نتيجة إسقاط صنعاء كل الأوراق التي تحاول استخدامها للتأثير على القرار اليمني المساند للشعب الفلسطيني، والضغط على اليمن لوقف العمليات في البحر الأحمر، بما في ذلك تحريك الجماعات الإرهابية».
واستمراراً لحالة الإرباك التي تسود القوات الأجنبية، تحوّل البحر الأحمر، أمس، إلى ساحة مواجهة بالخطأ بين ألمانيا والولايات المتحدة، للمرة الأولى منذ عسكرته في كانون الثاني الماضي. وأفادت مصادر ملاحية بأن الفرقاطة الألمانية «هيسن» أطلقت صواريخ في اتجاه طائرة تجسّس أميركية من نوع «أم كيو 9» خلال تحليقها بالقرب منها في باب المندب، مشيرة إلى أن بارجة أميركية ردّت بإطلاق عدة صواريخ دفاع جوي ونجحت في تدمير الصواريخ الألمانية. وكانت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أكّدت أن «هيسن» أطلقت صاروخين في اتجاه المُسيّرة الأميركية، محاولةً التقليل من شأن الحادثة من خلال القول إن الصواريخ دُمّرت بفعل خلل فني. وأشارت الصحيفة إلى عدم وجود تنسيق بين القوات الأميركية والبوارج الأوروبية في البحر الأحمر.