صنعاء لواشنطن: مستعدّون بمئات الآلاف
أخبار عربية ودولية
الاثنين، ٢٩ أبريل ٢٠٢٤
أفادت مصادر عسكرية في صنعاء بأنه تم رصد تحضيرات أميركية لشن عدوان جوي واسع ضد اليمن، يشمل إسناداً لهجوم برّي تشنه الفصائل الموالية للإمارات، بدأت مؤشراته تظهر على الأرض على جبهات محافظتي تعز ولحج وغيرهما. وعلى خلفية ذلك، توعّدت حركة «أنصار الله» بتنفيذ أوسع هجوم عسكري على الأهداف والمصالح الأميركية في المنطقة، محمّلة الولايات المتحدة كامل المسؤولية عن أي تصعيد جوي وبرّي تخطّط له، ومؤكدة استعدادها بمئات الآلاف من المقاتلين لمواجهة أي تصعيد داخلي. وقال مصدر عسكري مطّلع في العاصمة اليمنية، لـ«الأخبار»، إن «التحركات الأميركية التي رُصدت خلال الـ48 ساعة الماضية في المنطقة، كشفت عن تحضيرات أميركية لشن عدوان واسع على الأراضي اليمنية، بمشاركة عربية». وأشار إلى أن «الولايات المتحدة تسعى إلى تغطية فشلها الكبير في كسر الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر بهكذا هجوم، بالتزامن مع عملية عسكرية برّية تقودها الفصائل الموالية للإمارات على أكثر من جبهة». وأضاف أن «مؤشرات تلك العملية البرّية بدأت تظهر خلال الساعات الماضية في عدد من جبهات محافظتي تعز ولحج وجبهات أخرى، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للفصائل الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي من مدينة عدن إلى جبهتي طور الباحة قبالة مضيق باب المندب وحيفان غرب تعز».وكان سقط طفلان وثلاث نساء شهداء، أول من أمس، في هجوم نُفّذ بواسطة طائرة بدون طيار يُعتقد أنها تابعة لتلك الفصائل، في منطقة مقبنة جنوب غرب محافظة تعز. ودانت وزارة الصحة في صنعاء، في بيان، «الجريمة التي تأتي في إطار الخروقات الجسيمة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل عامه الثالث»، فيما قوبلت الواقعة باستنكار واسع في الأوساط الشعبية في تعز، وأدت إلى رفع حالة التوتر في المنطقة التي تُعد من مناطق التماس بين قوات صنعاء والتشكيلات الموالية لـ"التحالف"، وهو ما يهدّد التهدئة الأممية التي دفع المبعوث الأممي، هانس غروندبرع، بكل ثقله للحفاظ عليها. وسبق أن بعث غروندبرغ بمستشاره العسكري ورئيس «لجنة التنسيق للشؤون العسكرية»، الجنرال أنتوني هايورد، إلى تعز في آذار الماضي، في إطار مساعيه لخفض التصعيد على جبهات المحافظة على خلفية تصاعد الخروقات فيها منذ مطلع العام الجاري.
وتزامنت تحذيرات مصادر صنعاء من تصعيد جديد، مع استمرار وصول تعزيزات عسكرية كبيرة، وفي مقدمتها أسراب من طائرات «أف 16» الأميركية، إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، والتي تبعد عن الحدود اليمنية أقل من 200 كيلومتر. وذكرت مصادر إعلامية مقرّبة من الحكومة الموالية لـ"التحالف" أن الولايات المتحدة وبريطانيا كثّفتا تواصلهما مع وزارة الدفاع في حكومة عدن، على خلفية العمليات اليمنية الأخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي. ويُرجِع مراقبون تلويح القيادة المركزية الأميركية بتصعيد العمليات بعد وصول أسراب الطائرات الجديدة، إلى فشل سياسة الترغيب الأميركي بفعل رفض صنعاء عروضاً مغرية مقابل إيقاف عملياتها العسكرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل. وفي هذا الاتجاه، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، في مؤتمر صحافي، أول من أمس، إن بلادها تجري اتصالات مع «أنصار الله» بشكل دوري، داعية الحركة إلى العودة إلى العملية السياسية اليمنية - اليمنية. ولكنها أشارت إلى أنها لا تصنّف اتصالات بلادها بالمناقشات القوية في هذه المرحلة، مؤكدة أن «واشنطن تستخدم كل السبل دبلوماسياً وعسكرياً لثني الحوثيين عن مغامرتهم» التي وصفتها بـ«غير المدروسة» في البحر الأحمر.
إلى ذلك، رأت مصادر عسكرية وسياسية في صنعاء، المناورة العسكرية التي جرت، أمس، بمشاركة السعودية وإسرائيل ودول عربية في قاعدة الظفرة في الإمارات «الخطوة ما قبل الأخيرة لإعلان التطبيع الكامل بين السعودية وإسرائيل»، معتبرة أن «ما يحدث يُعتبر مؤشراً إلى تقدّم مفاوضات التطبيع بين تل أبيب والرياض» تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة. وقالت المصادر، لـ«الأخبار»، إن المناورة التي أُطلق عليها اسم «علم الصحراء 9» «تأتي ضمن الترتيبات لإعلان تحالف عسكري جديد في المنطقة». وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال تشارلز كيو، قد أشاد، خلال تدشين المناورة، بمن وصفهم «الحلفاء في التصدي للهجمات الإيرانية».