عاصفة «القرن» الثلجية تخلّف نحو 50 قتيلاً في الولايات المتحدة
حوادث وكوارث طبيعية
الثلاثاء، ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٢
بدأت طواقم الطوارئ تتفقّد خسائر العاصفة الثلجية، خاصة في مناطق غرب نيويورك المغطاة بالثلوج، حيث وصل عدد الوفيات إلى 27، أمس، في ما وصفته السلطات بأنه «حرب مع الطبيعة الأمّ» في مواجهة «عاصفة القرن».
وما زالت أجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة تواجه سلسلة من العوامل الجوية المتطرفة، بما يصاحبها من ثلوج ورياح ودرجات حرارة متجمّدة اجتاحت البلاد على مدار عدة أيام، متسببةً بانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وإلغاء آلاف الرحلات الجوية، وما لا يقلّ عن 49 حالة وفاة.
وأدّى الطقس المتطرّف إلى إلغاء أكثر من 17 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة، من ضمنها نحو 3 آلاف و800 رحلة أمس، وفقاً لموقع «Flightaware.com».
وتوقّعت الأرصاد الجوية أن يستمر تساقط الثلوج في مدينة بافالو، المعتادة على الطقس الشتويّ السيّئ، وأن تُضاف طبقة سمكها 35 سنتيمتراً، إضافة إلى ما تراكم منذ أيام، وأدّى إلى شلّ المدينة وانهيار خدمات الطوارئ فيها.
وكتب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تغريدة على «تويتر»، أمس: «قلبي مع أولئك الذين فقدوا أحبّاءهم»، مشيراً إلى أنّه تحدّث هاتفياً مع حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوشول، ووعد بتوفير الموارد الفيدرالية اللازمة.
وظلّ الطقس العاصف مخيّماً على مقاطعة إري، في غرب نيويورك، حيث تقع بافالو والتي صارت تمثّل بؤرة أزمة الطقس.
من جهته، قال المسؤول التنفيذي في مقاطعة إري، مارك بولونكارز، خلال مؤتمر صحافي: «بالإضافة إلى الوفيات الـ13 المؤكدة بالأمس، أكد (مكتب إدارة الصحة) في مقاطعة إري حدوث 12 وفاة إضافية، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات بسبب العاصفة الثلجية إلى 25 على مستوى المقاطعة».
وأضاف بولونكارز أن الطقس العنيف يجعل هذه «أسوأ عاصفة على الأرجح في حياتنا وفي تاريخ المدينة»، مشيراً إلى أن عدد الوفيات في إري سيتجاوز على الأرجح ضحايا العاصفة الثلجية القوية التي ضربت بافالو عام 1977، وأودت بحياة نحو 30 شخصاً.
ومع التوقعات بازدياد تساقط الثلوج، والإعلان أن غالبية طرق بافالو «غير سالكة»، حذّر بولونكارز السكان بضرورة التزام منازلهم، مشيراً إلى أنّ «هذه ليست النهاية بعد، لم نصل إلى هناك بعد».
وأنقذ أفراد الحرس الوطني وفرق أخرى مئات الأشخاص من السيارات التي دُفنت تحت الثلوج، لكن السلطات قالت إن المزيد من الناس ما زالوا محاصرين.
وأعربت حاكمة نيويورك، كاثي هوشول، عن صدمتها مما شاهدته خلال جولة استطلاعية الأحد في المدينة.
ووصفت هوشول الأمر بأنه أشبه «بمنطقة حرب، ومشهد السيارات على جانبَي الطرقات صادم»، مشيرةَ إلى تهديد الثلوج المتراكمة بأكثر من مترَين للمنازل ومعاناة السكان من انقطاع الكهرباء.
وأردفت: «إنها حرب مع الطبيعة الأم»، مضيفةً، في تصريح للصحافيين: «بالتأكيد إنها عاصفة القرن»، و«من السابق لأوانه القول إنها على وشك أن تنتهي».
وأدّى الطقس القاسي إلى انخفاض درجات الحرارة في 48 ولاية أميركية إلى ما دون الصفر خلال عطلة نهاية الأسبوع.
التيار الكهربائي
كذلك، أوضح بولونكارز أن التيار الكهربائي لن يعود بالكامل في بافالو حتى الإثنين، وأن مطار بافالو الدولي سيبقى مغلقاً حتى الثلاثاء.
وقال علي لوسون (34 عاماً)، الذي يعيش في بافالو منذ ثماني سنوات، لوكالة «فرانس برس»، السبت، إنّ «الرياح قوية جداً» لدرجة أن الثلج يتشكّل مثل «كثبان رملية»، واصفاً الوضع بأنه «جنونيّ».
وكان أكثر من 48 ألف منزل من دون كهرباء على الساحل الشرقي الأحد، حسب الموقع الإلكتروني «باور-آوتيدج»، الذي تحدّث عن انقطاع التيار عن حوالي 150 ألف منزل في البداية.
وقالت خدمة الأرصاد الجوية الأميركية إنّها تتوقع عودة درجات الحرارة إلى معدّلاتها الموسمية الطبيعية «بحلول منتصف الأسبوع المقبل».
وأضافت في أحدث نشرة للأحوال الجوية المتوقّعة، أنّ الطقس «سيستمرّ في التسبّب بظروف سفر خطرة محلياً خلال اليومين المقبلين».
وحذّرت الأرصاد الجوية من أنّ «غالبية أنحاء شرق الولايات المتّحدة ستظلّ تعاني من طقس جليديّ خلال نهار الإثنين، قبل أن تبدأ الأحوال بالاعتدال ابتداءً من يوم الثلاثاء».
وفي مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا، أدّى انقلاب حافلة، السبت، بسبب الجليد على الأرجح، إلى مقتل أربعة أشخاص، ونقل 53 آخرين إلى المستشفى، من بينهم اثنان كانا في حالة حرجة في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
كما حُرم مئات الآلاف من الكهرباء في مقاطعتَي أونتاريو وكيبيك الكنديّتَين، وأُلغي عدد كبير من الرحلات الجوية في المدن الكبرى، وتوقفت خدمة ركاب القطارات بين تورونتو وأوتاوا.