علّوش يتمسّك بـ"قشّة" عين العرب قبل غرقه

علّوش يتمسّك بـ"قشّة" عين العرب قبل غرقه

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤

فشل «زهران علّوش» مرةً أخرى في تسويق نفسه كقائد عسكري يحمل على أكتافه "همّ" الثورة السورية، بعد خروجه الأحد بمؤتمر صحفي يتحدّث فيه عن مشاريعه المستقبلية و"نيّته" الدخول بجيش عرمرم أرض مدينة "عين العرب" ذات الغالبية الكردية محرراً إياها من رجس تنظيم "داعش" و"قوات الحماية الشعبية" التي اعتبرها "عدوّاً له" كونهم تابعين للنظام السوري بحسب قوله، متناسياً هذا "الثائر" أنه و"جيشه العرمرم" بات محاصراً في جزيرته "دوما" من الأطراف الأربع، ومتجاهلاً خطوط دفاعاته التي تساقطت واحدة تلو الأخرى أمام ضربات الجيش السوري الذي بات على أعتاب حسم المعارك في ريف دمشق بعد السيطرة النارية على معظم خطوط الإمداد في المنطقة. لكن عشرات الأسئلة طرحها خروج «علّوش» الأحد في مؤتمره الصحفي الذي يعتبر المؤتمر الأوّل له منذ اندلاع الأزمة في سوريا.

انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك – تويتر" سخريةً، عقب انتهاء "قائد لواء الإسلام" من مؤتمره الصحفي، وانشغل الناشطون على تلك المواقع بمراجعة أبرز ماقاله «علّوش» بصورة هزلية تليق بحجم التصريحات والوعود التي أطلقها "القائد الثوري"، متسائلين إن كان «علّوش» يعي الكلام الذي تحدّث فيه عن "قدرته" على إرسال قوات لتحرير مدينة "عين العرب" المحاصرة من قبل آلاف المقاتلين من "داعش" هذا من ناحية"، ومن ناحية أخرى هل هو فعلاً يقصد جدياً أنه مستعدٌ لتحرير المدينة الكردية من "قوات الحماية الشعبية" الذين منعوا آلاف المقاتلين المتشددين من السيطرة على مدينتهم بعد أكثر من شهر صمود، مذكرين إياه بـ"حصونه" التي انهارت تباعاً أمام أول عملية "جدية" للجيش العربي السوري في ريف دمشق، موجّهين له عشرات الأسئلة أهمها .. هل أنت قادر اليوم على الخروج من "سجنك" في دوما ..؟؟، هل أنت قادر على حماية "حصنك الوحيد" في حال بدء الجيش السوري بعمليته العسكرية اليوم ..؟؟.

في الحقيقة لا يسعنا أن نضيف الكثير على ما قاله النشطاء خلال اليومين الماضيين تعقيباً على "الظهور الإعلامي" للمدعو «زهران علّوش»، لكن بإمكاننا أن نؤكّد ما قلناه سابقاً أن «علّوش» يعيش حالة من التخبط على أكثر من صعيد. فهو يرى بأم عينه سقوط كبرى معاقله أمام تقدّم الجيش السوري باتجاهه، ويرى أيضاً أن الحاضنة الشعبية التي راهن عليها بدأت تلفظه من حياتها، وباتت تطالبه جدّياً بالخروج من مدينتهم وتسليمها للجيش، إضافة إلى ذلك، فإن فشل المصالحة أمام شروط الجيش السوري الحاسمة، جعله يعيد التفكير في المساومة على نفسه بالمخطوفين لديه، خاصةً وأن دائرة "لوائه" الضيّقة باتت تنفر منه تباعاً، حيث فرّ أكثر من 30 مقاتل من لواء الإسلام أمس الاثنين إلى جهة مجهولة، بينما يهدد بعض الباقون في المدينة بترك الجبهات إن لم تتغير الأحوال "المعيشية" خلال فترة قريبة، فكان لابد من خروجه بهذه الطريقة وإطلاقه وعوداً وإظهار نفسه قوي متماسك، وقادر على اتخاذ القرارات "التعجيزية" وتطبيقها، وكما "كذب" على مجاهديه في عدوان "غزة" الأخير حين قال لهم أنه يصنّع للمقاومة الفلسطينية أسلحة وصواريخ، هاهو اليوم يريد أن يقول لهم "أني قادر على حسم معارك عين العرب" أمام تنظيم "داعش" وقوات الحماية الشعبية، دون أن "يفهم" بأن الثقة التي يحاول أن يعيد بنائها مع محيطه اهتزّت كثيراً، وأنهم أوّل من وجّهوا الانتقاد لخطابه ووعوده بعد انتهاء مؤتمره الشهير، بحسب ما أكّد مصدر أهلي من دوما لموقع عربي برس أمس.

يعرف «زهران علّوش» جيّداً أن نهايته اقتربت، لاسيما وأن طوق الجيش السوري من "تحت الأرض" وفوقها قد اكتمل، وأنه بات محاصراً في دوما بانتظار المواجهة مع الجيش في حال أعلن بدء عملية تحرير دوما هذا من جهة، من جهة أخرى، فهو يعيش حالة من "الخوف" نتيجة التهديدات التي تلقاها بـ"الثأر" بسبب عمليات الاغتيال التي نفذها ضد ميليشيات أخرى تنافسه على زعامة "الثورة" في الريف الدمشقي، فكان لابد أن يجازف بظهور "علني" يبيّن فيه قدرته على "التحدي" حتى لو وصل فيه الأمر "للانتحار" على أعتاب "عين العرب" التي رفضته قبل أن "يهمّ" بالقدوم إليها "محرراً" ..