في عيد الصحافة السورية.. لابد من إعادة رسم الرؤية الإعلامية الرياضية

في عيد الصحافة السورية.. لابد من إعادة رسم الرؤية الإعلامية الرياضية

تحليل وآراء

الاثنين، ١٤ أغسطس ٢٠٢٣

يصادف يوم الخامس عشر من آب الجاري عيد الصحافة السورية،وفيه يحتفل الإعلاميون بهذه المناسبة بتبادل عبارات التهاني والأماني على مواقع التواصل الاجتماعي ,أما منظومة الإعلام الرياضي السوري التي عاشت خلال السنوات الماضية بتنامي ملحوظ لدورها ومسؤوليتها وارتقت هذه المنظومة لتواكب ثم لتسبق في أحيان وأشواط كثيرة العمل الرياضي بحيث تنامت جماهيرية الإعلام الرياضي وحقق قفزات متطورة عبر ما طرحه من مصداقية وشفافية ساهمت في تكوين الرأي العام الرياضي ومشاركة العمل الرياضي وتكوينه رغم أن الإعلام الرياضي وتأكيداته وإشاراته بأن يكون في جسم عضوية المكتب التنفيذي باختصاص في مكتب الإعلام المركزي إلا أنه وبفضل الرؤية القاصرة من البعض لدوره وتخوفهم منه وتكتكات الانتخابات الرياضية قد أبعدت الإعلام ليكون ممثلاً في المكتب التنفيذي على مدار جميع الدورات الانتخابية السابقة.
وفي سياق هذه المقدمة طرحنا حواراً مباشراً مع عدد من زملاء المهنة واستطلعنا آرائهم ووجهات نظرهم وقفنا عندها تحت عنوان ماذا يريد إعلامنا الرياضي في عيد الصحافة السورية فكانت الإجابات :
*- نريد من إعلامنا الرياضي أن يزيد من موضوعيته.. أميناً ينقل الخبر والحديث، ويكتب النقد والتعليق، ويمارسه بشكل علمي ميداني دقيق دون التجني على أحد.
*- نريده أن يستمد معلوماته من مصادرها الأصلية، ومن محاورها الرئيسية، فلا يعتمد على القيل والقال، ولا على مصدر واحد، ولا يكتب الفلسفة ويمارس التنظير من خلف الطاولات.
*- نريده إعلاماً ميدانياً يتابع الحدث في الملاعب والصالات وأماكن الاجتماعات والمؤتمرات ويفتح حواراً مع كافة مفاصل العمل الرياضي من خلال لقاءات مباشرة وندوات إعلامية يعقدها.
*- نريد من لجنة الصحفيين الرياضيين تفعيلاً أكبر لدورها وصلاحياتها، وإسهاماتها في صقل وتدريب المواهب الشابة ورفد الوسط الإعلامي بالكوادر الكفوءة، وفي تعزيز روح الزملاء وتعميم الحالة الاجتماعية فيما بينهم بالتواصل والتعاون واللقاءات والرحلات المشتركة.
*- الاهتمام بالقواعد الناشئة والصغار والأشبال تسليط الأضواء عليهم لأنهم أساس توجهنا في المستقبل والاهتمام بالرياضة الأنثوية والحث على ممارستها وتشجيع الإقبال عليها وتقديم بطلاتها إلى الناس.
*-  نريد منه أن يبتعد عن التهويل الإعلامي، أي تضخيم الحدث الرياضي والمبالغة فيه مما يسبب شحناً نفسياً سلبياً للجماهير.
*- في إطار ممارسة النقد يرى الزملاء أنه يجب على الإعلام الرياضي أن لا يكون مرتبطاً بأمزجة شخصية كي لا يكون نقده سلبياً وهداماً، بل منطلقاً من المصلحة العامة للوطن.
لاشك أن المرحلة القادمة ومتطلبات هذه المرحلة على صعيد منظومة الإعلام الرياضي السوري يجب أن تتجه نحو تطوير أداء هذه المنظومة شكلاً ومضموناً وأسلوباً ولغة ونزولاً ميدانياً أكثر وفتح الحوارات ومتابعة قضايا وشؤون الرياضة السورية بما فيها متابعة الأداء القيادي والفني للقيادات الرياضية وربط أولويات إعلامنا الرياضي بأولويات الوطن والمواطن, وفي هذا الإطار يفترض من المؤسسات الرياضية بدءاً من القاعدة حتى الهرم إعادة تنظيمها وتسمياتها للناطقين والمنسقين الإعلاميين فيها وتطوير البرامج الرياضية الإذاعية والتلفزيونية وتطوير العمل الإعلامي في جميع المؤسسات الرياضية ,كذلك ينبغي غربلة الوسط الإعلامي الرياضي من المتسلقين وتحجيمهم كي يكون الإعلام الرياضي فعلاً عين الرياضيين على الأداء العام والفني والقيادي وتقييم هذا الأداء في إطار من الموضوعية والحرص على المصلحة الرياضية الوطنية القادمة.
ولابد أيضاً من إقامة دورات وندوات إعلامية وإجراء حوارات مستمرة مع وسائل الإعلام الرياضي فالإعلام بشكل عام والإعلام الرياضي بشكل خاص، بات صانع الرأي الجماهيري الرياضي العام ولم يعد "السلطة الرابعة" إنما "السلطة الأولى" من حيث التأثير في الرأي بل وصنعه فهناك تطور دولي وعالمي في لغة الإعلام يجب مواكبته، وأيضاً فيما يقدمه هذا الإعلام من توجيه وتثقيف ومن تفاعل مع شرائح واسعة من الناس من خلال تقديم المعلومة والمعرفة والمساهمة في تشكيل اتجاهات مجتمعنا الرياضي وسلوكه تجاه قضاياه الرئيسية وطنياً وقومياً.
صفوان الهندي