قابلة سورية تروي قصتها مع مواليد تنظيم الدولة الإسلامية
أخبار سورية
الأحد، ٢٩ أبريل ٢٠١٨
القابلة في الرقة السورية سميرة النصر ساعدت في توليد آلاف الأمهات خلال أربعة عقود بالمدينة، وعملت خلال سيطرة تنظيم الدولة بالمساعدة في توليد زوجات المقاتلين بالتنظيم وحكت لمراسل واشنطن بوست عن تجربتها.
تقول سميرة إنها -وخلال السنوات الطويلة لممارسة مهنتها- لم تشهد مثل ما شاهدته بعد لحظات من توليد إحدى زوجات المقاتلين بتنظيم الدولة قبل عامين، إذ أصر الزوج التركي على أن يرتدي طفله فور خروجه من رحم أمه زيا عسكرياً صممه خصيصاً له.
وأعلن الأب بفخر أن ابنه سيكبر ليصبح مقاتلاً إسلامياً، لكن سميرة رفضت طلبه وأقنعته بعدم استخدام الزي العسكري لأن القماش كان خشنا ولا يستطيع جلد الطفل تحمله.
شهادة من الداخل
وسميرة التي تبلغ من العمر 66 عاما مثلها مثل الملايين الذين عاشوا تحت حكم تنظيم الدولة “العنيف والمتشدد” في سوريا والعراق ، لكنها تختلف عن هؤلاء الملايين بأنها شهدت جانباً من حياة أعضاء التنظيم لم يستطع أي إنسان خارج دائرة التنظيم قد شهده.
قالت المواطنة إنها أُجبرت على المساعدة في ولادة عدد لا يُحصى من أطفال أسر التنظيم، وعاشت أكثر اللحظات خصوصية مع زوجاتهم المعزولات.
وكانت سميرة -خلال السنوات الثلاث التي عهد فيها تنظيم الدولة إليها بولادة أشبال “دولة الخلافة الإسلامية” ومنذ السيطرة على المدينة عام 2014- تتلقى العديد من المكالمات بمنزلها وفي كل الساعات، كما كانت مشاعرها “تتحوّل من الخوف إلى الغضب وإلى العجز” وهي تتنقل بسيارات الأجرة وبرفقة مسلحين بين منازل أعضاء التنظيم، ومعظمهم أجانب.
لا يحترمون مهنتها
وقالت القابلة إن أعضاء التنظيم وزوجاتهم لم يكونوا يحترمون مهنتها، إذ كانوا يعاملونها كمجرد مقدمة لخدمة كأي خدمة وليس ممارسة لمهنة ذات بعد إنساني تتضمن الرعاية والرفق بالبشر ممثلين بالمواليد وأمهاتهم. وأضافت أن أطفال أعضاء التنظيم كانوا يُعاملون أيضا مجرد وسائل للاستغلال في الفيديوهات الدعائية التي تعرضهم للتباهي بتعدد أصولهم وأعراقهم، إذ نجد بينهم الأوروبيين والآسيويين والأفارقة وهم يدرسون تعاليم التنظيم أو يلعبون أو يتدربون على السلاح. وتعرض فيديوهات أخرى صبيانا يعدمون مرتدين أو أعداء.
نازحات من الرقة بعد أن فقد تنظيم الدولة السيطرة