قلم حام..(("رقي الشرق الأوسط"!)).. بقلم: ظافر أحمد

قلم حام..(("رقي الشرق الأوسط"!)).. بقلم: ظافر أحمد

تحليل وآراء

الاثنين، ١٤ يوليو ٢٠١٤

عندما أعلن مندوبو المنظمات والأحزاب اليهودية إقامة الكيان الصهيوني عام 1948 ورد في نص إعلانهم التالي:
- (..اجتمعنا نحن أعضاء مجلس الشعب، ممثلو المجتمع اليهودي في البلاد والحركة الصهيونية في يوم انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وبحكم حقنا الطبيعي والتاريخي بمقتضى قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، نعلن عن إقامة دولة يهودية في أرض "إسرائيل"..).
- (إننا ندعو أبناء الشعب العربي سكان "إسرائيل" - رغم الحملات الدموية علينا خلال شهور، إلى المحافظة على السلام والقيام بنصيبهم في إقامة الدولة على أساس المساواة التامة في المواطنة والتمثيل المناسب في جميع مؤسساتها المؤقتة والدائمة).
- (إننا نمدّ يد السلام وحسن الجوار لجميع البلدان المجاورة وشعوبها وندعوهم إلى التعاون مع "الشعب اليهودي المستقل" في بلاده، وإن "إسرائيل" مستعدة لأن تساهم بنصيبها في مجهود مشترك لرقي الشرق الأوسط بأسره).
هي نصوص للاطلاع ومن المفيد الاطلاع على الوثائق الأساسية التي تخص العدو، إذ يمكن ملاحظة إقامة "دولة يهودية" في ذات الوقت الذي ورد فيه مصطلح الشعب العربي، إضافة إلى مسألة المساهمة في مجهود رقي الشرق الأوسط بأسره..
من خلال التمحيص يمكن الانتباه إلى هذه الوثيقة الصهيونية وكيف حددت دور (أبناء الشعب العربي) المحدد لإقامة "الدولة اليهودية" من دون ذكر للشعب الفلسطيني، وإضافة إلى النص الصريح الحاسم الخاص بتحديد هوية الكيان الإسرائيلي كـ "دولة يهودية"..
وإنّ المقارنة بين النصوص والأداء الإسرائيلي الفعلي على الأرض الفلسطينية وفي جهود "إسرائيل" تجاه الشرق الأوسط يمكن التوصل إلى أنّ الشرق الأوسط أصبح في "أبهى" حلّة تريدها "إسرائيل"..
أي خطوة إسرائيلية في السياسة أو في العسكر هي ضمن إطار إيصال الشرق الأوسط إلى الحلة التي ترغبها "إسرائيل"..
"واقعية" اجتهدت الولايات المتحدة الأميركية وقوى الاستعمار الغربي ومنظمة الأمم المتحدة في فرضها على العقل العربي وإتاحة كامل الظروف المناسبة لترسيخ "إسرائيل-كدولة يهودية" يجب التسليم بها، وتنجح ذات القوى بعد 66 عاماً من تأسيس "الدولة اليهودية" بإيصال "الرقي" في الشرق الأوسط إلى حالة ناضجة جداً لإقامة (دولة داعش- الخلافة الإسلامية) على أساس مذهبي، ويحدد دورها للجهاد في سبيل "إسرائيل" التي أصبحت بمكانة الرب للوهابية ولتنظيم القاعدة العالمي وفروعه الشرق أوسطية وعصاباته المتقاتلة أو المتوافقة، حيث ما من خطوة تنفيذية على الأرض إلاّ وتصب في خدمة "إسرائيل"، ولم يجلب تكاثر حركات الإسلام السياسي وانتشار المذهب الوهابي والفتاوى الوهابية.. سوى شرق أوسط وفق المقاس الإسرائيلي..!.
حرب غزة وحروب "إسرائيل" وعدوانها الأخير على غزة وغاراتها على سورية وعملاؤها على الأرض السورية والأرض العراقية..، كلّها علامات "الرقي" في الشرق الأوسط وفق مفهوم الرقي الذي تريده "إسرائيل"، وهذا لا يحدث من دون مد يد السلام إلى شعوب المنطقة؛ لذلك نجحت كامب ديفيد مع مصر، ووادي عربة مع الأردن، وأوسلو مع الفلسطينيين والبروتوكولات السرية.. وفشل السلام فقط، إذ على الرغم من زحام الاتفاقات العلنية والسرية فإنّ الدم العربي في أعلى درجات النزيف..، يحدث ذلك على الرغم من أنّ السادات قال يوماً في قلب الكنيست: (جئت إليكم اليوم على قَدَمَيْن ثابتَتَيْن, لكي نبني حياة جديدة, لكي نُقِيم السلام..، من أجل كل هذا, ومن أجل أن نحمي حياة أبنائنا وأخواتنا جميعاً, من أجل أن تنتج مجتمعاتنا, وهي آمنة مطمئنة,.. من أجل بسمة كل طفل يولد على أرضنا..).
الحقيقة هي أنّ خطوة السادات ذات يوم غيرت التاريخ العربي باتجاه ترسيخ "إسرائيل" ولكن الوهابية اليوم موظّفة لتغيّر التاريخ العربي باتجاه ترسيخ أكثر من كيان بخطورة "إسرائيل" بل وبتأمين تشكل دول ودويلات جديدة في الشرق الأوسط على أسس طائفية وعرقية..
"إنّه" الرقي في الشرق الأوسط الذي ينتهي عند عبارة الملك عبد الله لشعبه السعودي بالشعب السعودي الشقيق..، كعبارة سقطت سهواً كما سقطت "فلسطين" في حضن الاحتلال سهواً وسقط العراق في حضن الولايات المتحدة ثم في حضن داعش وتوجهات التقسيم سهواً..!.