لعبة الكراسي .. بقلم: صفوان الهندي
تحليل وآراء
الاثنين، ٢٨ أغسطس ٢٠٢٣
كثيرون لا يعرفون ماهي لعبة الكراسي الموسيقية, ولإعطاء صورة عنها قبل الشروع في طرح الموضوع أقول : يوضع عدد معين من الكراسي على شكل دائرة في ساحة ما, ويكون عددها أقل من عدد المتسابقين بكرسي واحد, أي إذا كان عدد المتسابقين 11 فيوضع 10 كراسي, ويقف المتسابقون أيضاً على شكل دائرة أمام حلقة الكراسي, ثم يتم عزف مقطوعة موسيقية ويبدأ المتسابقون بالركض هرولة حول الكراسي, وعندما يقف عزف المقطوعة بشكل مفاجئ, يركض كل متسابق ويجلس على كرسي معين, وحتماً سيبقى المتسابق الغير محظوظ بلا كرسي, وعندها يخرج من اللعبة, ويتم إنقاص كرسي من العدد الموجود ، وتعاد الكرة بالعزف والدوران وتوقف الموسيقى ,وهكذا إلى أن يتبقى كرسي واحد ومتسابقان يكرران نفس العملية, ومن يجلس عليه أولاً بعد توقف الموسيقى المفاجئ يكون هو الفائز باللعبة.
نأتي إلى موضوعنا أو مانراه ونلمسه في الرياضة السورية والعربية بشكل عام, بأنّ أغلب المرشحين أو ممن يتم اختيارهم لقيادة دفة اتحاد لعبة ما أو إدارة مؤسسة رياضية هم من الوجوه القديمة والمكررة وحتى المستهلكة و" كأنك يا أبو زيد ما غزيت" و "تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي" على طريقة لعب الكراسي الموسيقية, فحتماً سوف تصم آذاننا معزوفة نشاز ترافق هذه اللعبة, وكما يقول المثل "المصري" - ياما في الجراب يا حاوي - ونعيش ونشوف, وياما حانشوف..
فلنكن واقعيين من يريد الترشح لقيادة أي اتحاد لعبة, يجب أن يتسلح بأمور عديدة منها الشهادة الأكاديمية, وقوة الشخصية والنزاهة, غير مهتم بالمحسوبيات , إضافة إلى إجادته اللغة الانكليزية, وأمور كثيرة كلنا نعرفها لاسيما فيما يتعلق بقوانين وأنظمة اللعبة التي سيديرها, فمن تتوفر به هذه المواصفات للترشيح فمرحباً به, فمرحلة اختيار الأشخاص ممن سيقودون العمل في المرحلة القادمة, يحتاج للكثير من الدقة والكثير من الدراسة والتمحص والتفحص, فالمرحلة المقبلة هي مرحلة ليست بالبسيطة ,وهي مرحلة تحتاج للكثير من الصراحة والواقعية والحزم, في اختيار الرجل المناسب بالمكان المناسب, وقد نحتاج للكثير من التشدد وإبعاد العواطف والعلاقات والمحسوبيات والوساطات.
إن الواقع ومصلحة الرياضة السورية ,يدعوان لاستقطاب الكفاءات وأهل الخبرة وأصحاب الشهادات العلمية, لقيادة دفة العمل الرياضي في المرحلة القادمة التي تحتاج إلى عرق الكل وإلى جهود الجميع.