ليس كل مايلمع ذهباً..بقلم: صفوان الهندي
تحليل وآراء
الاثنين، ١١ سبتمبر ٢٠٢٣
شهدت الحركة الرياضية السورية في الأونة الأخيرة مشاركات خارجية عديدة لمعظم الألعاب, وبغض النظر عن النتائج التي يمكن أن تحرزها سواء بالبطولات والدورات الرسمية أو المعسكرات المشتركة مع بعض الدول, وهذا الواقع يعتبر إنجازاً بحد ذاته حيث أننا لم نكن منذ زمن بعيد مع قرار عدم المشاركة إلا إذا أقرّ اتحاد اللعبة بأن فرقه ستحرز إحدى المراكز الأولى وكتبنا يومها عدم قناعتنا بمثل هذا القرار لأنه لايمكن لأي فريق بالعالم أن يتطور إلا إذا تعددت مشاركاته واحتكاكه مع الفرق الأخرى ذات المستويات الجيدة وتعرض للخسارة مرة واثنتين وثلاث لينطلق بعدها نحو الأفضل.
وفي هذا الإطار لدينا ثلاث ملاحظات:
*- هناك بعض الألعاب مازالت مظلومة في هذا الاتجاه ومشاركاتها محدودة وقليلة وبالرغم من وجود القناعة بإمكانياتها فيما لو استثمرت وتستطيع أن تشكل حضوراً عربياً على الأقل وهناك محاولات غير سليمة في بعض الأحيان كتثبيت بعض المشاركين وشطب أسماء بعض المشاركين أو شطب أسماء أخرى.
*- يقولون في الأمثال : ليس كل مايلمع ذهباً وينطبق هذا المثال على بعض المشاركات التي تعود بالذهب فيشوش بريقها على نظرنا ونفاخر بها على كل المستويات ويطالب الإعلام بإبرازها وبمانشيتات وهي في حقيقة الأمر مشاركة محدودة بجو تنافسي عادي المستوى أو أقل ومع فرق أو دول مغمورة ,وكم وصلنا من أخبار عن فرق أو لاعبين جاؤوا بالذهب فأفردنا لهذا الإنجاز حيزاً في الصفحات الأولى ونفاجأ بعد فترة أن عدد المشاركين اثنان أو ثلاثة!!
وبصراحة: هناك بعض الاتحادات لاتقيّم مشاركاتها كما يجب فتطبل وتزمر بنتائج تعتبرها إنجازاً وهي في حقيقة الأمر ليست كذلك والمشكلة أن مفرزات هذه الحالة تقع في النهاية على رأس الاتحاد نفسه في أول مشاركة جدية لفرقه.
*- عندما يحرز أحد اللاعبين ذهباً أو فضة أو حتى برونز في دورة أو بطولة ما فهذا الأمر إنجاز بحد ذاته نصفق له جميعاً ولكن في لغة الأرقام يجب أن نبحث علمياً وواقعياً عن موقع هذه الميدالية في خارطة الأرقام المسجلة في المسابقة نفسها وكم يقترب رقمها أو يبتعد عن الرقم العربي أو القاري, وفي لحظة ما يجب أن نوقف التصفيق ليعرف اللاعب إن إنجازه مهم لكن المطلوب أكثر ليعود الجميع إلى العمل ضمن خطة تطويرية جادة نضع النقاط على الحروف.
فتح أفاق المشاركة الخارجية مهم جداً لتطوير الرياضة السورية يجب أن نستفيد منه بحدوده القصوى وبرؤية استراتيجية بعيدة المدى.