ما قبل بودابست ليس كما بعده!.. بقلم: سطام السهلي*
تحليل وآراء
الأربعاء، ١٧ يونيو ٢٠٢٠
العاصمة المجرية بودابست هي الحدث، كيف لا وقد أضحت عاصمة للإعلام الرياضي العالمي باحتضانها المؤتمر السنوي الثالث والثمانين للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية بتنظيم وضيافة مميزين.
كان لشهر فبراير الماضي في بودابست سحر خاص، فالتواصل مع الزملاء من كل أنحاء العالم أشعرنا بحميمية الزمالة الصحافية، ودفء العلاقة الوجدانية التي تجمع المنتمين للسلطة الرابعة رغم برودة الطقس حينها في جوهرة الدانوب.
جدول أعمال مكثف، ومنتج تُوج بنقاش عميق مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السيد جياني انفانتينو تناول هموم الصحافة الرياضية وتحدياتها، وكان لكرة القدم ومستقبلها في ضوء التحديات التي تواجهها حصة الأسد في النقاشات.
كانت بودابست الفرصة الأمثل لي كرئيس للاتحاد الاسيوي للصحافة الرياضية لإعادة لم شمل عائلة الاتحاد، وإطلاق عجلة العمل من جديد على قاعدة الوحدة والتضامن بين أعضائه؛ خصوصًا بعد فترة عانينا فيها من عراقيل بعضها معلوم وأسبابه مبررة، وبعضها الآخر مفتعل من أصحاب العقول المريضة، والمصالح الخاصة.
لا غضاضة ان أعترف اني تأخرت ستة اشهر لطرح مشروع الاتحاد الاسيوي التطويري وخطته المستقبلية، فالمكان الطبيعي لمناقشته كان في كونغرس الاتحاد الاسيوي للصحافة الرياضية في العاصمة الماليزية كولالمبور في اغسطس من العام الماضي، لكن أصحاب الرؤوس الحامية والاحداث التخريبية التي رافقت المؤتمر دفعتني لتأجيل طرحه كي لا تضيع هذه الفرصة التطويرية في خضم الصراعات العبثية.
رؤيتنا كانت تهدف إلى تحقيق الاستقلالية المالية للاتحاد من خلال إيجاد موارد ثابتة، وهذا ما نجحنا فيه إلى حد بعيد منذ العام الماضي باعتماد خطة تسويقية للتحفيز، كما حرصنا على إيجاد شركاء يؤمنون بأهمية الإعلام ودوره في تطوير الرياضة، الأمر الذي انعكس إيجابًا على صندوق الاتحاد.
بالإضافة إلى ذلك، كان همنا الأكبر خلال الفترة الماضية السعي الى تأمين مقر دائم للاتحاد، بعيدًا عن الحسابات والمتغيرات الانتخابية، فعملنا على دراسة هذا المشروع وفق معايير تراعي الجوانب الجغرافية والتسويقية وسهولة إصدار التأشيرات وإقامة الفعاليات، وخلصنا لتصور واضح سنعرضه على الأعضاء في أقرب فرصة ممكنة.
ولأننا نؤمن بأهمية التضامن بين أعضاء الاتحاد الاسيوي كانت الفكرة بإنشاء صندوق تضامن مهمته مساعدة الاتحادات ماديًا ولوجستيًا على تطوير قطاع الاعلام الرياضي في بلادها وتفعيل أنشطتها، ونحن بصدد الانتهاء من صياغة هذا المشروع وطرح طرق تمويله والمعايير التي على أساسها ستقدم المساعدات للاتحادات.
لا شك أن مفتاح النجاح لأي مشروع هو العمل الجماعي، ومن هذا المنطلق كان التركيز على تطوير وتفعيل عمل اللجان المنبثقة عن الاتحاد، وزيادة صلاحياتها ومنحها هامش أكبر من الاستقلالية لزيادة الانتاجية وتعديل ما يتطلب من مواد من النظام الأساسي ليتواءم مع الدور الذي ستؤديه هذه اللجان في المستقبل على أن يمارس المكتب التنفيذي للاتحاد دور المراقب والمحاسب في آن.
مخطئ من يعتقد أن العمل الإداري في منظمة كالاتحاد الآسيوي هو السبيل الوحيد للنهوض والنجاح، فالعمل الاعلامي يوازيه أهمية، من هنا كانت الفكرة بإنشاء فريق عمل إعلامي متخصص يتولى نشر أخبار ونشاطات الاتحاد القاري، ويسهم في توسيع مساحة انتشار أخبار ونشاطات الاتحادات الوطنية المنضوية تحت عضويته، في وسائل الإعلام التقليدية وعلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، والسعي إلى الحفاظ على صورة الاتحاد وأهميته، والتعامل معها على أسس تسويقية، بالإضافة الى المساهمة بفعالية بتغطية النشاطات الرياضية الآسيوية والعالمية عمومًا.
في الختام أدين لجميع زملائي بالاعتذار للتأخر بطرح المرحلة الأولى من هذا المشروع، لكنني ايضا أدين لجميع الزملاء بقول الحقيقة، فأعداء النجاح يتربصون بالاتحاد الآسيوي عند كل المفارق بدءًا من كونغرس كوالالمبور الآسيوي، وصولًا لبودابست التي شهدت غداء عمل مشبوه توّهم من خطط له على قلتهم أنهم يملكون الكون، فيوزعون المناصب متجاوزين دور الجمعية العمومية للاتحاد التي لها وحدها الحق بتقرير من يمثلها، وذلك في سابقة خطيرة بعيدة كل البعد عن القوانين المرعية، والعلاقات المحترمة، والتقاليد المتبعة، فضلاً عن شرف الانتماء لمهنة الصحافة، وأصول الزمالة فيها.
اعتذر نيابة عن الجميع من بودابست لانهم لم يحترموا المكان الذي احسن ضيافتهم واشكرها لانها أزالت الغشاوة عن ابصارنا وجعلتنا نعيد حساباتنا.
ببساطة ما قبل بوادبست ليس كما بعده.
*- رئيس الاتحاد الأسيوي للصحافة الرياضية