محللون صهاينة : اميركا نمر من ورق
الصحف العبرية
الأحد، ١ سبتمبر ٢٠١٣
خطاب الرئيس الاميركي، باراك اوباما، واحالته قرار الاعتداء "الذي كان وشيكا" على سوريا الى الكونغرس، صدم الصهاينة واعلامهم ومحلليهم ومعلقيهم، في ظل صمت تام، من المسؤولين في "تل ابيب".
ردة الفعل كانت سريعة، ومن استديو التلفزة العبرية، بعد انتهاء اوباما من خطابه، حيث تحدث المحللون والخبراء الصهاينة في طاولة النقاش الخاصة في القناة العاشرة التي كانت تنقل الخطاب مباشرة، فأكدوا أن "الخطاب يدلل عن ضعف سياسي، وبات الأمر أكثر تعقيدا مما كان"، وتساءل عدد منهم عمّا يعنيه ذلك بالنسبة لايران والمسألة النووية الايرانية، والخطوط الحمراء التي يحكى عنها تجاه الملف الأكثر اهمية وخطورة وذي أبعاد استراتيجية وجودية".حسب تعبيرهم.
وفي حين حاولت عدة أصوات من المحللين، التقليل من الخطوة الاميركية، وعبّرت عن ضرورة الانتظار وانه من السابق لأوانه الحكم على ما يجري، الا أن التعاطي شبه الجامع، كان بالتأكيد على أن ما حصل نكسة كبيرة جداً، لـ"إسرائيل"، قبل أن تكون للولايات المتحدة.
معلق الشؤون العسكرية في القناة، ألون بن دافيد، أشار الى أن "أوباما يظهر كضعيف غير قادر على الوقوف بوجه شخص يرتكب مجازر"، فيما أكد معلق الشؤون السياسية، غيل تماري، أن "الصراخ انتهى بعد الخطاب، ونحن نتحدث عن مدة لا تقل عن عشرة أيام، فاوباما بدا انه بلا دراما، وقد أخرج كل الدراما من المشهد القائم"، وقال:"لقد تبين لايران ان اميركا نمر من ورق".
وتحدث المراسل عن أن اوباما "فتح نافذة على مدخل وممر طويل، وشتى أنواع الأشياء يمكن أن تحصل، فهذا هو الشرق الأوسط، وربما أن الصورة انقلبت".
الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات الاسرائيلية، عاموس يدلين، الذي يرأس حالياً معهد أبحاث الامن القومي، استضافته القناة كي يعلق على الضربة الموعودة، فاذا به يحاول التخفيف من "صدمة" خطاب اوباما، وقال :"إن إسرائيل يجب أن تكون قوية وتعتمد على نفسها. عندما يكون لدينا حليف قوي مثل أميركا من الطبيعي أن ننسق معهم. الخط الأحمر الذي حدده بأنه ممنوع أن يكون لإيران سلاح نووي، علينا أن نبقى نتطلع اليه".
وقال أحد المحللين الصهاينة:"من المؤكد أن رئيس الحكومة، نتنياهو، سمع خطاب اوباما، وأثار مخاوفه حيال ايران، كل مخاوفه. وما هو مهم بالنسبة اليه الآن، هو كيف سيقنع اوباما بالخروج الى حرب ضد ايران، بينما لا يخرج لحرب أثارها أقل واضعف بكثير"، في اشارة الى سوريا.
"معاريف": اسرائيل خائفة..التردد في الولايات المتحدة يترك إسرائيل لوحدها مقابل إيران
من جهتها، نقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها أن "أوباما جبان، من الواضح أنه لا يريد المهاجمة ويبحث عن الطمأنينة، من الصعب التصديق أنه بعد أن يرفض الكونغرس طلبه سيخرج في عملية كهذه لوحده، من دون دعم النظام الدولي، ومن دون تأييد المجتمع والكونغرس".
وتذكر معاريف أن الموقف المعلن لـ"إسرائيل" هو أنها لا تتدخل فيما يجري بسوريا، ولا تدفع باتجاه عملية عسكرية، مع ذلك، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان يرغب جدا بمشاهدة عملية أمريكية موضعية في سوريا، تعيد المصداقية وتعزز الردع الأمريكي في المنطقة، في النهاية، نتنياهو معني، بهجوم أمريكي يرمز إلى مركزية الولايات المتحدة في المنطقة وينقل رسالة بواسطتها أيضا إلى إيران وجهات متطرفة في المنطقة.
وتضيف صحيفة "معاريف" أنهم "في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية يقدرون بأن الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما تريد التخفيف من التواجد العسكري في المنطقة وعدم التورط في حروب المنطقة. وذلك رغبة في متابعة مسائل داخلية ونقل مركز الاهتمام السياسة الخارجية من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى.
وبالرغم من الاختلاف بين الأزمة في سوريا والبرنامج النووي الإيراني، يخشى نتنياهو بأن يبث التردد الأمريكي في العمل داخل سوريا رسالة سلبية لإيران، وهي أن الولايات المتحدة لن تعمل عسكريا لوقف برنامجها النووي.
بحسب كلام المصادر الاسرائيلية، من الصعب تجنب الانطباع بأنه في أعقاب التردد الأمريكي فان "إسرائيل" على ما يبدو ستبقى لوحدها في الحالة الإيرانية وستضطر إلى العمل عسكريا لوحدها مقابل إيران، من دون الولايات المتحدة.
وتتابع صحيفة "معاريف" أن "مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى تقدر أن التأثير السلبي للتردد الأمريكي، سيزيد حافزية جهات متطرفة في المنطقة مثل حزب الله لدهورة الوضع الأمني في الشرق الأوسط."
وهناك من يقدر في إسرائيل، كما تكتب معاريف، أن "توجه أوباما إلى الكونغرس هو محاولة لكسب الوقت للعثور على حلول دبلوماسية تمنع الهجوم. "
"يديعوت أحرونوت": ما حدث يعكس الموقف الحقيقي للرئيس الاميركي
بدوره، سأل الون بنكاس، في صحيفة يديعوت احرونوت، كيف لاوباما ان يؤجل الضربة؟ مشيرا الى أن هذه هي لسان حال الحلفاء لاميركا في المنطقة، الذين يطلقون الاسئلة واللوم، ومنها "الا يخجل؟ لماذا لا يهاجم؟ وهو هو بلا شخصية؟ ولماذا لا يفهم الشرق الاوسط؟ وكأن، بحسب الكاتب، الاسرائيليون والسوريون والفلسطينيون وباقي جيران اسرائيل من الدول العربية وغيرها، هم فقط من يفهم المنطقة.
ويلفت بنكاس الى أن "من يعتقد أن الرئيس اوباما جبان او متردد وليس زعيما، وباقي التعابير الحماسية التي ستنطلق اليوم، ولا سيما على لسان اولئك الذين اجتاحوا لبنان ثلاث مرات، في اشارة منه الى الطبقة السياسية والعسكرية في "اسرائيل"، فعليه ان يفهم جيدا، بانه لا يفهم اميركا عام 2013، ولا يفهم الرأي العام الاميركي، وتحديدا في أعقاب الحرب في العراق وفي أفغانستان، كما انه يرفض أن يفهم باراك اوباما، الرجل والرئيس."
مع ذلك، اكد بنكاس ان" صدور قرار عن مجلس النواب الاميركي، يعد حالة صعبة، إن لم تكن مستحيلة، والامر كمن ينتظر معجزة، فهذا هو نفس مجلس النواب الجمهوري الذي سيعارض اوباما اذا ما طرح مشروع قرار يقضي بان الكرة الارضية مدورة وتدور حول الشمس، سيعارض هذا القرار ولن يصادق على ان الكرة الارضية تدور حول نفسها، هو نفسه الذي سيكون مطالبا بان يقر هجوما ضد سوريا، واوباما يدرك سلفا ومسبقا، هذه الحقيقة. والرئيس اوباما، هو قائد عام للقوات المسلحة الاميركية، وليس مقاولا فرعيا لاسرائيل او لتركيا او للسعودية او لفرنسا، وليس خبيرا او مستشارا لدى هؤلاء، لشؤون سوريا ومنطقة الشرق الاوسط."
وخلص بنكاس للقول، ان ما حدث يعكس الموقف الحقيقي للرئيس الاميركي، لرئيس الولايات المتحدة، البلد الذي لا يريد ولا يسارع ولا يتحمس ولا يرى فائدة في عملية عسكرية ضد سوريا، لانه لا يريد ان يتورط من جديد، في الشرق الاوسط.