مرض باركنسون (الشلل الرعاش)

مرض باركنسون (الشلل الرعاش)

الأزمنة

الأحد، ١ نوفمبر ٢٠٠٩

يعود الفضل للمعرفة العلمية لهذا المرض إلى الطبيب البريطاني (جيمس باركنسون) الذي وصف المرض للمرة الأولى عام 1817 م.. وهو مرض يتقدم مع مرور الزمن ويؤدي إلى ضمور وتلف في الخلايا والألياف العصبية..

عمر البدء الوسطي للإصابة بداء باركنسون ما بين 45-65 سنة، ولكن شخصت حالات مؤكدة بعمر 17 -79 سنة، وهو أكثر حدوثاً لدى البيض، والذكور أكثر من الإناث، كما أنه أقل حدوثاً لدى المدخنين.

وهناك أسئلة أخرى مثل مشاكل التواصل والأكل لمريض باركنسون، وعن الأجهزة المساعدة لتنقله.. وهل هناك تمارين معينة لهذا المرض... وماذا يتوجب على المريض عمله.. وعلى الأهل في هذه الحالة... ما هو العلاج الأولي والأساسي لهذا المرض.. ما دور الوقاية منه.. كل هذه الأسئلة مع استفسارات لأمور كثيرة سيجيبنا عليها الاختصاصي بالأمراض العصبية الدكتور طارق الجيوش...*- هل تعطينا لمحة عن مرض باركنسون من حيث التسمية والاكتشاف والمرض بحد ذاته؟

- مرض شائع.. وصف لأول مرة من قبل العالم جيمس باركنسون عام 1817 م، إذ دوّن ملاحظاته حول المرض بأنه حركات رجفانية لا إرادية ونقص في القوة العضلية في أجزاء معينة بوقت الراحة، وميل في الجذع نحو الأمام، وحدوث تسارع في المشية من السير العادي إلى الهرولة والركض دون حدوث اضطراب في ذكاء وحواس الشخص المصاب.*- ما أعراضه السريرية؟

- أعراض المرض الرئيسية هي الرجفان بحالة الراحة والصمل (تيبس العضلات) والمشية البطيئة.

الغضب بقلم الـدكتــور نبـيـل طـعمـة

عن المدونة بقلم المهندس محمد طعمة

السفير التركي في دمشق في لقاء خاص للأزمنة

إقرأ آخر المواضيع العلمية على موقع مجلة الباحثون 

إقـــــرأ موسوعة الدكتور نبيل طعمة على الأزمنة 

*- وهل الضغط النفسي والقلق يزيدان من أعراضه؟- الضغط النفسي يزيد من الرجفان لدى المرضى بكافة أنواع الرجفانات ووجد أن شدة أعراض هذا الداء تتعلق بالعوامل العاطفية بدرجة كبيرة.*- ما علاقته مع الحدثيات المرضية؟

- لم يعرف لداء باركنسون علاقة مع أي من الحدثيات المرضية المعروفة، ما عدا علاقته بمادة MPTP *- ما هي أسبابه... وهل ضعف المناعة سبب من أسباب الإصابة به؟

- ضعف المناعة المكتسب قد يسبب تناذر باركنسوني، بالإضافة لعدة أسباب أخرى دوائية مثل مادة الـ MPTP وهي مادة من المخدرات استعملت في أميركا، وأدت إلى باركنسونية غير عكوسة عند الشباب، وأسباب سمية مثل التسمم بـ ( CO – زئبق )، وأسباب استقلابية، وأسباب وعائية، وفيروسية وورمية وتنكسية، وكذلك أسباب رضية كالأسباب التي تؤدي لإصابة الملاكمين..*- هل له علاقة بالجينات الوراثية والعوامل البيئية المحيطة؟

- الأنماط العائلية لها علاقة بالمورثات، ولم تثبت أي علاقة بين داء باركنسون والبيئة المحيطة..*- وهل يصيب من هم في المراحل المتقدمة من العمر فقط، أم أنه يصيب الصغار أيضا؟

- يصيب المرض الأعمار المتوسطة والمتأخرة، ويتميز الداء بترقي بطيء التدرج وسير طويل، ومعدل الإصابة 1-400 من السكان، و1-100 بعد عمر الـ 55 سنة *- مرض باركنسون أو الشلل الرعاش يطلق عليه مرض المشاهير، لكثرة إصابة مشاهير السياسة والرياضة والفن به.. برأيك لماذا تصاب به هذه النوعية من الناس؟

- داء باركنسون ليس مرض طبقة اجتماعية معينة فالمصابون من كل شرائح المجتمع، ولكن كما نوهت سابقاً بأنه قد يصيب الملاكمين بسبب الرض على الرأس..*- هل تحدثنا عن تشخيص مرض باركنسون.. وهل يعتمد على الدراسة السريرية لأعراضه، وعلى الفحص الدقيق للمريض.. وما علاماته.. وهل يمكن أن يتطور المرض..أم أنه يبقى بحالة استقرار؟

- تشخيصه الثلاثي العرضي الوصفي هو رجفان وصمل وبطء في الحركة، والصورة السريرية للداء، ولا يشترط اجتماع كل العناصر حتى يتم التشخيص، وإنما تكتمل الصورة سريرياً شيئاً فشيئاً مع تطور المرض، ويبدأ الداء نموذجياً بشكل لا متناظر، حيث يصبح متناظراً في مراحله الأخيرة..

في 20% من الحالات تكون الأعراض الأولية غير وضعية، آلام عضلية – تعب – اضطراب حركي وحيد الجانب، ويتأخر التشخيص من سنة لسنتين حتى ظهور العلامات الوصفية.

ولا يوجد شلل كامل في هذا الداء بالرغم من تسميته الشلل الرعاشي، إلا أن التشخيص الأكيد للمريض يتم بالفحص الخلوي للخلايا العصبية المصابة.

ولوحظ أن مرضى باركنسون يستطيعون القيام بأفعال حركية معقدة جداً بفاعلية ممتازة وذلك عندما يقعون تحت تأثير شدّة نفسية كبيرة، أو عندما يثارون لسبب ما، حتى لو كان المرض قد وصل بهم إلى درجة الاعاقة الكاملة. حيث أن شدة الأعراض تتعلق بالعوامل العاطفية بالرغم من الطبيعة المترقية للمرض فإن بعض المرضى يعيشون حياة طبيعية وفعالة لسنوات باستخدام العلاج المناسب. وعملياً وحتى باستخدام أفضل المعالجات وأكملها فإن المريض يصل للإعاقة الكاملة لدرجة لا يستطيع الاعتناء بنفسه. ورض الرأس المتكرر خاصة عند الملاكمين يؤدي إلى أعراض شبيهة بالداء مترافقة مع أعراض عتاهة، وسقوط الأطفال المتكرر ورض الرأس عندهم ليس له علاقة بالإصابة بالداء في الكبر.

*- هل هو مرض قابل للشفاء.. وما هو العلاج المناسب... وهل التدخل الجراحي يلعب دوراً أساسياً في العلاج؟- المرض حتى تاريخه غير قابل للشفاء، وإن أهم جزء من برنامج المعالجة يتركز على كيفية الحفاظ على قدر أعلى من الوضع الصحي السليم للمريض ومن قدرته الصحية العضلية، وذلك من خلال وضع خطة برنامج تتضمن تمارين رياضية، وفعالية حركية وراحة، وبمعالجة فيزيائية بيد خبيرة يمكن أن نقدم للمريض نفعاً عظيماً في نهاية المطاف، وعلينا أن نأخذ بالحسبان حاجة المريض للدعم النفسي ليستطيع تجاوز الشدة الناجمة عن هذا الداء، وذلك بتشجيعه على مواجهة واقعه بشجاعة..

وفي النهاية فالكثير من المرضى يحتاجون إلى مساعدة دائمة حتى المساعدة في تغذية المريض وشرابه، وحتى تبديل ملابسه.

وعلينا أن نكيّف المعالجة حسب احتياجات المريض إذ تختلف تبعاً لمرحلة المرض والأعراض السريرية المسيطرة.ويعتبر دواء ل – دوبا أكثر دواء فعّال متوفر لعلاج داء باركنسون وهو يؤثر بشكل خاص في تحسين حالة اللاحركية والصمل. وغالباً ما يتطلب الأمر إشراك الأدوية الحالة للكولين لنصل إلى ضبط أفضل للرجفان السكوني.

ونذكر من التطورات التي حدثت على صعيد معالجة أعراض داء باركنسون ظهور الجراحة بالتصويب المجسم. تلك العمليات التي تحمل في بعض الأحيان خطراً كبيراً والتي قد يتبعها حدوث إعاقة كبيرة لدى المريض وبالتالي فعلينا الاحتفاظ بالحل الجراحي العصبي لبعض المرضى فقط كالشباب الذين لديهم إعاقة أحادية الجانب كبيرة، ورجفان مشوه معنّد على المعالجة الدوائية، والآن ما يزال قيد التجربة محاولة زرع نسج جنينية تحتوي على عصبونات (خلايا عصبية) المادة السوداء.وفاء حيدر