من الألف إلى الآن..تفتيق وترقيع..صفحة نقدية ساخرة..إعداد: نضال خليل
الأزمنة
الثلاثاء، ٢ فبراير ٢٠١٦
ثقافة الشاي
لم تعد الثقافة والأمسيات الأدبية تحظى باهتمام العامة أو حتى ممن يهتم بالحراك الثقافي ويتجلى ذلك واضحاً من خلا ل رواد المراكز الثقافية أو المنتديات الأدبية الذين يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة، وقد نكون متفائلين إذا تجاوز الرقم ذلك وحتى لا يكون هذا الكلام على سبيل الاستنتاج، فقد كنت شاهد عيان على اعتباري أحد المدعوين لأمسية في أحد المراكز الثقافية حيث كانت النية تتجه لإقامة أمسية قصصية لثلاثة من الشبان الذين اصطحبوا اثنين من أصدقائهم وأنا الثالث لا أكثر لاعتقادهم أن القاعة لا تتسع، كما أنهم حسبوا حساب إتاحة فرصة للجمهور لتذوق نتاجاتهم.. المفاجأة كانت أن ذواقة الثقافة لم يأت أحد منهم، واقتصر الحضور على الأدباء وأصدقائهم ومديرة المركز حيث أقاموا الأمسية في غرفة مديرة المركز، في فرصة وجدوها تاريخية في تذوق شاي المركز اللذيذ والذي كانت فوائده للجهاز العصبي والهضمي محور حديث الأمسية.
ضيف لمعلوماتك
من المعلومات القيمة والتي نحب تزويد قارئنا العزيز بها وقد يكون على دراية بها أن أغلب مديري الدوائر ما أن تقصدهم بداعي العمل أو الشرح أو الاستفسار لا تستطيع مقابلتهم كون سعادتهم مشغولين طوال الوقت.. وهذه الجملة الواثقة ذات الأبعاد الاستراتيجية والأهداف الكبيرة تنقلها بكل أمانة ورباطة جأش معالي السكرتيرة التي تعتقد أنها هي المدير ونص ولا تفسح لك مجالاً للنقاش أو الأخد والرد فقط المدير مشغول وهيي كمان مشغولة.. أما بشو مشغولين هذين الاثنين فعلمها عند الله.. ومن ثم السكرتيرة بس تفضى.
مياو مياو
منظر القطط التي تستوطن في بعض المشافي العامة أصبح مألوفاً ويضفي على جو تلك المشافي البائس حيوية تجعل المريض ومرافقه لا ينامون طوال الليل، فالمريض تؤرقه أصوات القطط ذات الأداء الأوبرالي بالشكل الاحترافي والمتقن.. أما المرافق فيقضي طوال الليل في مطاردتها.. لكون قطط المشافي مدللة ومرباية ع الغالي، فهي لا تمتلك صوتاً أوبرالياً فقط إنما (عين جقرة) حيث غالباً ما تلزق بالمريض وتقاسمه الفراش وأحيانا الطعام حيث لا تنفع معها أي من الأساليب العنيفة والضرب بالشحاحيط أو غيره لأن هذه الأساليب اتبعها الممرضون قبلك وعندما فشلوا تركوها تسرح وتمرح وتغني على دلعونا..
عن جد خاص
بعد جولة تفقدية شملت كافة قطاعات سوق الحرامية بدمشق اضطلع خلالها على كافة قطاعات ذلك السوق الغني بكافة أنواع البضائع والمنتوجات والمسروقات لفت انتباهه شخص يهمس له بحذر عن توافر أشرطة خاصة ومن( اللي بيحبو قلبك) الرجل لم يكذب خبر فانتق فيلماً كُتب عليه صغار- مراهقون (خاص)، ودفع ثمنه وغادر ليجد نفسه بعد دقائق يتابع فيلماً للصغار فعلا، ولكنه ليس (........)، إذ كان الـ CD يحتوي على عدة حلقات من مسلسل يحكي عن عمق العلاقات الإنسانية بين اليافعين وبذرة الخير التي تحاول أن تنتشر ليعم العالم السلام من خلال مسلسل (عدنان ولينا) ليجد نفسه وبعد ساعات من الفرجة والبحث عن شي مقطع (هون أو هون) متوجهاً إلى أحد محلات السيدي النظامية للبحث عن تتمة الحلقات التي تابعها ومعرفة نهاية المسلسل المشوق بعد يأسه من العثور حتى على مقطع مشوق خاص مما كان يرغب ويتمنى حتى ولو كان (للقرود).
بسطة ودورية وموظف
شمّع الخيط على الطرف المقابل لمدخل الحريقة حدث نوع من تبادل الأدوار بين البائع والزبون، عندما (طبّت) دورية على المكان الذي يبسّط فيه البائع، كالقضاء المستعجل الأمر الذي دفع بصاحب البسطة الدرويش لأخذ حقيبة الزبون السوداء مشمعاً الخيط، وسط دهشة الجميع بمن فيهم صاحبها الذي دخل في سجال مع الدورية التي حاولت إلصاق تهمة التبسيط به مع أنه حلف بالطلاق بأنه موظف في مؤسسة المياه، ولم يمض وقت على انصرافه من وظيفته لكنهم عنفوه وكادوا يضربونه، أما البسطجي الذي نفد بريشو ولم يلحقه أحد لكون الجميع كان منشغلاً بمحاضرة الدورية والموظف، فكانت غنيمته حقيبة الموظف المسكين والتي تحتوي وعلى ذمته مجموعة من الأدوات المنزلية وبعض القرطاسية، ثمنهم أكثر من 5000 ليرة في حين أن البسطة لا تساوي أكثر من 2000 ليرة.
شعر وواقع
لعلي وبعد جولة من البحث والتحليل والمقاربة والتطبيق أن أسجل نوعاً من الاعتراض على ما جادت به قريحة الشاعر عندما قال"من راقب الناس مات هماً وفاز باللذة الجسور... وأهمس بنوع من عتب الأحبة لورثته ليس لمخالفته أو وقوعه في أخطاء نحوية أو عروضية قاتلة بل " لكونه خالف الواقع وناقض قاعدة أن الشعر هو ابن بيئته وبالتالي يأتي الوصف ليطابق الصورة الواقعية التي جسدها الشاعر في كلامه.. فمن يلقِ نظرة في الخفاء على السادة المخبرين يستطع أن يرى بأم عينه موفور الصحة التي يتمتعون بها وتورد لون الوجنتين واحمرارهما كوجوه العذارى، إضافة لزيادة أوزانهم وتحسن أحوالهم وحدة بصرهم وزيادة متوسط أعمارهم وهذا لا يأتي من فراغ بل هو توافق بشكل مطّرد مع كثرة التقارير التي يكتبونها كمحصلة لرقابتهم.
لم تعد الثقافة والأمسيات الأدبية تحظى باهتمام العامة أو حتى ممن يهتم بالحراك الثقافي ويتجلى ذلك واضحاً من خلا ل رواد المراكز الثقافية أو المنتديات الأدبية الذين يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة، وقد نكون متفائلين إذا تجاوز الرقم ذلك وحتى لا يكون هذا الكلام على سبيل الاستنتاج، فقد كنت شاهد عيان على اعتباري أحد المدعوين لأمسية في أحد المراكز الثقافية حيث كانت النية تتجه لإقامة أمسية قصصية لثلاثة من الشبان الذين اصطحبوا اثنين من أصدقائهم وأنا الثالث لا أكثر لاعتقادهم أن القاعة لا تتسع، كما أنهم حسبوا حساب إتاحة فرصة للجمهور لتذوق نتاجاتهم.. المفاجأة كانت أن ذواقة الثقافة لم يأت أحد منهم، واقتصر الحضور على الأدباء وأصدقائهم ومديرة المركز حيث أقاموا الأمسية في غرفة مديرة المركز، في فرصة وجدوها تاريخية في تذوق شاي المركز اللذيذ والذي كانت فوائده للجهاز العصبي والهضمي محور حديث الأمسية.
ضيف لمعلوماتك
من المعلومات القيمة والتي نحب تزويد قارئنا العزيز بها وقد يكون على دراية بها أن أغلب مديري الدوائر ما أن تقصدهم بداعي العمل أو الشرح أو الاستفسار لا تستطيع مقابلتهم كون سعادتهم مشغولين طوال الوقت.. وهذه الجملة الواثقة ذات الأبعاد الاستراتيجية والأهداف الكبيرة تنقلها بكل أمانة ورباطة جأش معالي السكرتيرة التي تعتقد أنها هي المدير ونص ولا تفسح لك مجالاً للنقاش أو الأخد والرد فقط المدير مشغول وهيي كمان مشغولة.. أما بشو مشغولين هذين الاثنين فعلمها عند الله.. ومن ثم السكرتيرة بس تفضى.
مياو مياو
منظر القطط التي تستوطن في بعض المشافي العامة أصبح مألوفاً ويضفي على جو تلك المشافي البائس حيوية تجعل المريض ومرافقه لا ينامون طوال الليل، فالمريض تؤرقه أصوات القطط ذات الأداء الأوبرالي بالشكل الاحترافي والمتقن.. أما المرافق فيقضي طوال الليل في مطاردتها.. لكون قطط المشافي مدللة ومرباية ع الغالي، فهي لا تمتلك صوتاً أوبرالياً فقط إنما (عين جقرة) حيث غالباً ما تلزق بالمريض وتقاسمه الفراش وأحيانا الطعام حيث لا تنفع معها أي من الأساليب العنيفة والضرب بالشحاحيط أو غيره لأن هذه الأساليب اتبعها الممرضون قبلك وعندما فشلوا تركوها تسرح وتمرح وتغني على دلعونا..
عن جد خاص
بعد جولة تفقدية شملت كافة قطاعات سوق الحرامية بدمشق اضطلع خلالها على كافة قطاعات ذلك السوق الغني بكافة أنواع البضائع والمنتوجات والمسروقات لفت انتباهه شخص يهمس له بحذر عن توافر أشرطة خاصة ومن( اللي بيحبو قلبك) الرجل لم يكذب خبر فانتق فيلماً كُتب عليه صغار- مراهقون (خاص)، ودفع ثمنه وغادر ليجد نفسه بعد دقائق يتابع فيلماً للصغار فعلا، ولكنه ليس (........)، إذ كان الـ CD يحتوي على عدة حلقات من مسلسل يحكي عن عمق العلاقات الإنسانية بين اليافعين وبذرة الخير التي تحاول أن تنتشر ليعم العالم السلام من خلال مسلسل (عدنان ولينا) ليجد نفسه وبعد ساعات من الفرجة والبحث عن شي مقطع (هون أو هون) متوجهاً إلى أحد محلات السيدي النظامية للبحث عن تتمة الحلقات التي تابعها ومعرفة نهاية المسلسل المشوق بعد يأسه من العثور حتى على مقطع مشوق خاص مما كان يرغب ويتمنى حتى ولو كان (للقرود).
بسطة ودورية وموظف
شمّع الخيط على الطرف المقابل لمدخل الحريقة حدث نوع من تبادل الأدوار بين البائع والزبون، عندما (طبّت) دورية على المكان الذي يبسّط فيه البائع، كالقضاء المستعجل الأمر الذي دفع بصاحب البسطة الدرويش لأخذ حقيبة الزبون السوداء مشمعاً الخيط، وسط دهشة الجميع بمن فيهم صاحبها الذي دخل في سجال مع الدورية التي حاولت إلصاق تهمة التبسيط به مع أنه حلف بالطلاق بأنه موظف في مؤسسة المياه، ولم يمض وقت على انصرافه من وظيفته لكنهم عنفوه وكادوا يضربونه، أما البسطجي الذي نفد بريشو ولم يلحقه أحد لكون الجميع كان منشغلاً بمحاضرة الدورية والموظف، فكانت غنيمته حقيبة الموظف المسكين والتي تحتوي وعلى ذمته مجموعة من الأدوات المنزلية وبعض القرطاسية، ثمنهم أكثر من 5000 ليرة في حين أن البسطة لا تساوي أكثر من 2000 ليرة.
شعر وواقع
لعلي وبعد جولة من البحث والتحليل والمقاربة والتطبيق أن أسجل نوعاً من الاعتراض على ما جادت به قريحة الشاعر عندما قال"من راقب الناس مات هماً وفاز باللذة الجسور... وأهمس بنوع من عتب الأحبة لورثته ليس لمخالفته أو وقوعه في أخطاء نحوية أو عروضية قاتلة بل " لكونه خالف الواقع وناقض قاعدة أن الشعر هو ابن بيئته وبالتالي يأتي الوصف ليطابق الصورة الواقعية التي جسدها الشاعر في كلامه.. فمن يلقِ نظرة في الخفاء على السادة المخبرين يستطع أن يرى بأم عينه موفور الصحة التي يتمتعون بها وتورد لون الوجنتين واحمرارهما كوجوه العذارى، إضافة لزيادة أوزانهم وتحسن أحوالهم وحدة بصرهم وزيادة متوسط أعمارهم وهذا لا يأتي من فراغ بل هو توافق بشكل مطّرد مع كثرة التقارير التي يكتبونها كمحصلة لرقابتهم.