من الألف إلى الأن..تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة..إعداد: نضال خليل
الأزمنة
الثلاثاء، ٢٦ أبريل ٢٠١٦
القلع ع حسابنا
قبل أسبوعين ومع ازدياد الألم في أضراس (عادل) عقد العزم على التوجه لطبيب أسنان يعرفه في منطقة المخيم.. الذي أهَّل وسهّل به تاركاً إياه ينتظر لآخر المرضى حتى (يسلطن على فحص أسنانه ويتفنن بعلاجها لتبدو بيضاء ناصعة خالية من التسوس الذي كان قد حفر أتسترادات مليئة بالمطبات داخل أسنان (عادل)..
رغم حالة الرعب التي زرعت في مخيلته عن زيارة طبيب الأسنان إلا أن الألم الفظيع الذي انتابه دفعه للمضي قدماً باتجاه ذلك المكان الذي لم يزره منذ الابتدائية، وعندما جاء وقت الفحص وتمدد المريض على الكرسي بدأ الطبيب بالبحبشة والنكش بواسطة أداة رفيعة فيما كانت مرآة صغيرة تتجول داخل فمه لتعكس أماكن الخلل، قام بعدها الطبيب بغرس إبرة مخدر بلثة ذلك المسكين الذي شعر بانتفاخ وتضخم خده بعدما أخبره الطبيب أنه سيحفر له شارعاً أو شارعين داخل الجهة اليسرى من الأسنان السفلية التي نخرها السوس كما ينخر الفساد القطاع العام (متعهداً) بتعبيدها بحشوة ضوئية خلال يومين.. لم يمانع عادل بل زاد سعادة بأن يبتسم بعدها أمام الناس بكل ثقة ويظهر أسنانه لأول مرة في حياته.. قبل أن يرن موبايل طبيب الأسنان ليخرجه من حلمه ويبدأ الحديث مع المتصل به لمدة ربع ساعة، عاد بعدها إليه متناولاً أداة القلع نازعاً أحد الأضراس، فندت صرخة عن عادل بعدما زال مفعول (البنج) ما دفع الطبيب للاعتذار عن الخطأ لكون القلع كان يفترض أن يكون للمريض الذي استشاره قبل قليل، لكنه طمأنه بأن عملية القلع على حسابه ودخيلك لا تؤاخذنا..
مذيعة (حريفة)
لقاء رشيق وممتع أجرته مذيعة حسناء مع ضيفها حيث كانت تمسك بقلم أزرق وتحركه طوال الوقت في يدها وهي تنظر إلى ورقة بيضاء أمامها كما تفعل كبار المبيعات المحترفات أثناء حديث مهم يتطلب تسجيل بعض الملاحظات والمداخلات على كلام الضيف مع فارق بسيط أن المذيعة (الأمورة) لم تدون على الورقة أي حرف لا بل لم يقترب القلم من الورقة بتاتاً..
الله يرحمو
بينما كان العرق يتصبب من جبهة الكادر الطبي في غرفة العمليات ودقات قلب المريض هي الموسيقا التصويرية في المكان تسمر الجميع عندما أعطى جهاز مراقبة القلب خطاً مستقيماً.. ما دفع بعض الأطباء والممرضين لترك أدواتهم ومشارطهم... إلخ وقراءة الفاتحة للمريض الذي لم تكن حالته تستدعي وفاته قبل أن ينتبه طبيب التخدير إلى أن قلب المريض ما زال ينبض والدم يجري في عروقه وأن الذي مات هو الجهاز (الله يرحمو ويعفي عنو) وتصبر إدارة المشفى على قلة اهتمامها وصيانتها وتقديرها للأجهزة الموجودة لديها ومنها المرحوم جهاز مراقبة نبضات القلب.
( وظيفة عامة)
على هامش انتظار قدوم الباص خلف القصر العدلي بدمشق تبادل شخصان حديث تعارف يخفف ملل الانتظار و(اللطعة) بعز الظهر، فأشار الأول لكونه يمارس عمله في قطاع النقل الداخلي الأمر الذي أثار سعادة الثاني ظناً أنه حظي بدعم للركوب بشكل لائق، فقال له: تعمل سائقاً؟ فأومأ برأسه: لا.. إذاً مراقب خط؟ فكرر الأول إجابته الأولى.. فازداد فضول زميله: مدير؟ مهندس آليات؟ مسؤول مرآب؟ قبل أن تعتريه الحيرة نظراً لأن الإجابة كانت واحدة "لا".. فأطلق سؤاله الأخير: دخلك شو بتشتغل لكان؟ فرد (الشغيل): الحقيقة أنا أمضي كل يوم 5 ساعات من الركض والتدفيش والنعر وتلقي اللكمات والرفسات في النقل الداخلي.
رجّال
شديد المراس عريض الكتفين مفتول العضلات، لشواربه قدرة على إيقاف الصقر عليها ولصوته إمكانية زلزلة أرض الشارع الذي يسكنه، دائم التأفف وانتقاد زوجته خلال تحضيرها وجبة إفطار رمضان.. يشكك بكل ما تطبخه أو تحاول القيام به، يرعد ويزبد كلما شاهدها فترتجف منه خيفة ووجلاً، لكن ما إن يطرق سمان أو بقال الحارة باب المنزل مطالباً بديونه المتراكمة حتى يقترب منها (ع الهسي) ويهمس في أذنها بلغة قيس ابن الملوح حبيبتي ليلى دبريه بمعرفتك ريتك تشكلي آسي.
قبل أسبوعين ومع ازدياد الألم في أضراس (عادل) عقد العزم على التوجه لطبيب أسنان يعرفه في منطقة المخيم.. الذي أهَّل وسهّل به تاركاً إياه ينتظر لآخر المرضى حتى (يسلطن على فحص أسنانه ويتفنن بعلاجها لتبدو بيضاء ناصعة خالية من التسوس الذي كان قد حفر أتسترادات مليئة بالمطبات داخل أسنان (عادل)..
رغم حالة الرعب التي زرعت في مخيلته عن زيارة طبيب الأسنان إلا أن الألم الفظيع الذي انتابه دفعه للمضي قدماً باتجاه ذلك المكان الذي لم يزره منذ الابتدائية، وعندما جاء وقت الفحص وتمدد المريض على الكرسي بدأ الطبيب بالبحبشة والنكش بواسطة أداة رفيعة فيما كانت مرآة صغيرة تتجول داخل فمه لتعكس أماكن الخلل، قام بعدها الطبيب بغرس إبرة مخدر بلثة ذلك المسكين الذي شعر بانتفاخ وتضخم خده بعدما أخبره الطبيب أنه سيحفر له شارعاً أو شارعين داخل الجهة اليسرى من الأسنان السفلية التي نخرها السوس كما ينخر الفساد القطاع العام (متعهداً) بتعبيدها بحشوة ضوئية خلال يومين.. لم يمانع عادل بل زاد سعادة بأن يبتسم بعدها أمام الناس بكل ثقة ويظهر أسنانه لأول مرة في حياته.. قبل أن يرن موبايل طبيب الأسنان ليخرجه من حلمه ويبدأ الحديث مع المتصل به لمدة ربع ساعة، عاد بعدها إليه متناولاً أداة القلع نازعاً أحد الأضراس، فندت صرخة عن عادل بعدما زال مفعول (البنج) ما دفع الطبيب للاعتذار عن الخطأ لكون القلع كان يفترض أن يكون للمريض الذي استشاره قبل قليل، لكنه طمأنه بأن عملية القلع على حسابه ودخيلك لا تؤاخذنا..
مذيعة (حريفة)
لقاء رشيق وممتع أجرته مذيعة حسناء مع ضيفها حيث كانت تمسك بقلم أزرق وتحركه طوال الوقت في يدها وهي تنظر إلى ورقة بيضاء أمامها كما تفعل كبار المبيعات المحترفات أثناء حديث مهم يتطلب تسجيل بعض الملاحظات والمداخلات على كلام الضيف مع فارق بسيط أن المذيعة (الأمورة) لم تدون على الورقة أي حرف لا بل لم يقترب القلم من الورقة بتاتاً..
الله يرحمو
بينما كان العرق يتصبب من جبهة الكادر الطبي في غرفة العمليات ودقات قلب المريض هي الموسيقا التصويرية في المكان تسمر الجميع عندما أعطى جهاز مراقبة القلب خطاً مستقيماً.. ما دفع بعض الأطباء والممرضين لترك أدواتهم ومشارطهم... إلخ وقراءة الفاتحة للمريض الذي لم تكن حالته تستدعي وفاته قبل أن ينتبه طبيب التخدير إلى أن قلب المريض ما زال ينبض والدم يجري في عروقه وأن الذي مات هو الجهاز (الله يرحمو ويعفي عنو) وتصبر إدارة المشفى على قلة اهتمامها وصيانتها وتقديرها للأجهزة الموجودة لديها ومنها المرحوم جهاز مراقبة نبضات القلب.
( وظيفة عامة)
على هامش انتظار قدوم الباص خلف القصر العدلي بدمشق تبادل شخصان حديث تعارف يخفف ملل الانتظار و(اللطعة) بعز الظهر، فأشار الأول لكونه يمارس عمله في قطاع النقل الداخلي الأمر الذي أثار سعادة الثاني ظناً أنه حظي بدعم للركوب بشكل لائق، فقال له: تعمل سائقاً؟ فأومأ برأسه: لا.. إذاً مراقب خط؟ فكرر الأول إجابته الأولى.. فازداد فضول زميله: مدير؟ مهندس آليات؟ مسؤول مرآب؟ قبل أن تعتريه الحيرة نظراً لأن الإجابة كانت واحدة "لا".. فأطلق سؤاله الأخير: دخلك شو بتشتغل لكان؟ فرد (الشغيل): الحقيقة أنا أمضي كل يوم 5 ساعات من الركض والتدفيش والنعر وتلقي اللكمات والرفسات في النقل الداخلي.
رجّال
شديد المراس عريض الكتفين مفتول العضلات، لشواربه قدرة على إيقاف الصقر عليها ولصوته إمكانية زلزلة أرض الشارع الذي يسكنه، دائم التأفف وانتقاد زوجته خلال تحضيرها وجبة إفطار رمضان.. يشكك بكل ما تطبخه أو تحاول القيام به، يرعد ويزبد كلما شاهدها فترتجف منه خيفة ووجلاً، لكن ما إن يطرق سمان أو بقال الحارة باب المنزل مطالباً بديونه المتراكمة حتى يقترب منها (ع الهسي) ويهمس في أذنها بلغة قيس ابن الملوح حبيبتي ليلى دبريه بمعرفتك ريتك تشكلي آسي.