من المسؤول عن الفشل؟.. بقلم: بسام جميدة
تحليل وآراء
الخميس، ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٣
ليس مهماً أن تتعاقد أو تجمع النجوم في فريقك، فالمهم أكثر أن تعرف كيف تجعلهم ينتمون للقميص والنادي الذي يلعبون له، وأن يكونوا رجالاً في الملعب.
والأهم أكثر أن يكون بين يديك مدرب يعرف كيف يستثمر في هؤلاء الصفوة من اللاعبين، ويستفيد من إمكانياتهم، ويضع لهم التكتيك المناسب الذي يؤدي لتشكيل صورة ناضجة عن الفريق بما يملكه من إمكانيات مادية وبشرية هائلة.
مهمة المدرب أن يصنع شخصية للفريق وينفخ فيها روح البطل المنتصر وليس المهزوم، وأن يجعل من الفرقة التي بين يديه كتيبة مقاتلة لاتهاب الخصم.
أما عن الانسجام فهذه كذبة كبرى يمررها المدربون في أنديتنا، لأن كل لاعبي أندية الممتاز يعرفون بعضهم بعضاً، واللاعب منهم انتقل مع كل الأندية إن لم يكن أغلبها، وما يحتاجه فقط أن ينتمي لكرة القدم وليس للعقد فقط.
المال مهم في الرياضة وخصوصاً في كرة القدم، ولكن يجب أن يكون لديك رؤية في معرفة كيفية استخدام هذا المال بحيث يبني لك صرحاً جميلاً ويورث لك السمعة الطيبة والمستقبل الزاهر، لا أن يصبح مصدراً للطمع من ضعاف النفوس الذين يعرفون أساليب الابتزاز وفي كرة القدم ما أكثرهم.
أكثر من تجربة في أنديتنا السورية كانت فاشلة بوجود المال والداعمين والنجوم، وسبب الفشل غياب التخطيط الناجح والرؤية الواضحة للعمل، فيكون مجرد عمل ارتجالي كان الهدف منه إما البروظة أو خطف لقب بأي طريقة كانت أو تحقيق فوز عابر.
التجربة الوحيدة التي كانت شبه ناجحة ولكنها لم تستمر بسبب غياب الرؤية الطويلة الأمد كانت في نادي الكرامة عندما وصل وبجدارة للنهائي الآسيوي وقدم مستوى مشرفاً حينذاك بقيادة المدرب محمد قويض، وبوجود إدارة داعمة وكلها من الخبرات المعتقين بكرة القدم وبالاقتصاد والتجارة، والأهم في تلك التجربة أنها أسست لمواهب تخرجت في النادي واستمرت طويلاً في الملاعب، وكانوا نجوماً بلعبهم وأخلاقهم أيضاً.
بقية التجارب كانت توءد في وقتها ولا تستمر لأن غاياتها لم تكن رياضية بحتة ولم يؤسس لها بطريقة صحيحة، بل إن غياب النظم الصحيحة لدخول رؤوس الأموال في رياضتنا غائبة تماماً وهي مجرد تنفيعات «وتمشاية حال» والغاية معروفة للجميع.
ما دفعنا لتكرار هذا الكلام، مشاركات أنديتنا الخارجية التي في أغلبها مخزية، وإن حدث ما هو مفرح فليس سوى فورة سرعان ما تخبو، والدليل من نادي الجيش والوحدة والاتحاد، وجبلة وغيرها، ولعل آخرها الفتوة الذي لم يعرف أصحاب الدار كيف يؤسسون بهذا المال كياناً رياضياً يمكن أن يخلد أسماءهم بالذكر الطيب ذات يوم، الارتجال في كرة القدم مثل الركض وراء السراب لن تحصد من ورائه سوى الخيبات.
لا يمكن البناء الكروي «بالزعبرة» ولا عبر وسائل التواصل، ولا بحشد الداعمين، فالعمل الفني مهم، والأهم عندما يأتي ممن لديهم الضمير الحي.