نجاح العطار تعلن مخاوفها على العروبة

نجاح العطار تعلن مخاوفها على العروبة

ثقافة

الخميس، ١٣ مايو ٢٠١٠

دعت نائب رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتورة نجاح العطار مجموعة كبيرة من رجال السياسة والفكر والإعلام والثقافة للمشاركة في مؤتمر خاص، تسعى دمشق من خلاله للبحث عمّا أسمته "أسباب إنهيار العروبة" ومحاولة استنباط الحلول التي تعيد للعروبة مقوماتها.
تحت عنوان :" العروبة والمستقبل" دعت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية، الى مؤتمر في دمشق، يلتقي فيه جمع من كبار رجال السياسة والفكر والثقافة والاعلام العرب للبحث في موضوع "العروبة والمستقبل" وهو عنوان المؤتمر الذي دعت اليه العطار التي تعد اول امرأة تتولى منصب نائب رئيس في الوطن العربي.
وحرصت الدكتورة العطار في كتاب الدعوة الموجهة الى المشاركين في الندوة التي تعقد بين 15 – 19 أيار الجاري على شرح الهدف الرئيس من المؤتمر والمهمة الموكلة اليه وفي "مقدمها التبحر ودراسة اسباب انهيار العروبة واعتزالها بهدف استنباط الحلول التي تعيد اليها مقوماتها" ، فيما اعتبر خطابها هذا بمثابة انطلاق النقاش في المؤتمر حتى قبل بدئه .
واستهلت نائب الرئيس السوري خطابها بالقول "ان المصير العربي يتعرض الى مخاطر قد تسقطه في حالة من الضياع والتشتت ، يفقد معها ما تبقى له من مقومات بقائه حرًّا، وسيّدًا، ومتماسك الأواصر، وحيّ المكونات، وراسخ الصمود أمام كل ما يدبر له من انقسام، وتفتت" . ورأت "أن العروبة التي هي المكوّن ، والجامع، والناظم ، والتي هي المعلم الأساسي لما نشكله من حضارة ، وتمدن ، وثقافة ، ونظام سياسي واجتماعي واقتصادي ، ومن معطى تاريخي عميق الجذور في لغتنا العربية ، وحياة أمتنا ، إن هذه العروبة ، هي التي تعطي لمصيرنا مقوماته، وأبعاده ، وفعله الراسخ في حركة الواقع . الا انها استدركت قائلة : " اذا كانت عروبة متقدمة فهو مصير متقدم ، وإذا كانت متعثرة ومتخلفة فهو مصير متعثر متخلف . من هنا ، كانت الدعوة الى النظر فيها ، والمتعلق بها ، والعودة الى دراستها دراسة علمية نقدية شاملة ، دعوة فيها من الالحاح والضرورة ، ما يجعلنا مشاركين في مسؤولية اعتبارها عروبة موحّدة متكاملة ، قائمة على القيم الانسانية ، التي تعطي الدول أسباب اعتبارها قيمة على التقدم ، والحقوق المشروعة ، والسلام، والتوصل" .
وقالت فيما يشبه المراجعة الشاملة "فلنعترف أننا في مأزق كبير، وأن ما يشوب عروبتنا من انقسامات ، وخلافات ، وتباعد ، يجعل منها عروبة فاقدة للكثير من شروط قوتها ، والقيام بدورها الفاعل ، وقيادتها الواعية لأمة هي اليوم في مهب النزاعات ، والتراجع ، والتفكك" . ولفتت الى "إننا في عالم ، تتداخل فيه مسارات الدول ، وتتغلب فيه المصالح المشتركة على المصالح الخاصة ، ويتقدم التقارب والتوازن على كل ما هو تباعد وتبعية ، ويحصل ذلك بين دول لا تندرج في إطار قومية حاضنة ، أو أمة واحدة . وها نحن أمام ما هو العالم عليه من تواصل وتآزر ، نجد أنفسنا في انقسام وتنافر وتناحر ، على الرغم مما ننتمي إليه من أواصر جامعة ، وتاريخ موحد ، ومصير مشترك . ولا نظن أن العروبة بيننا باتت فاقدة قدرتها على أن تكون المنطلق والغاية . يكفي ان نعيد النظر ، ونقيم الحوار الواعي ، ونتلمس الطريق المستقيم ، لنفيد من إرث لنا عظيم، وطاقة نهدرها في ما يفرّق بدلاً من ان نحافظ عليها في سبيل ما يجمع وما يوحد".
هذا ويدير الجلسات ويشارك فيها عدد من ألمع الشخصيات السياسية والفكرية في سوريا والعالم العربي بينهم من لبنان رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص والوزراء السابقون كريم بقرادوني وعصام نعمان وجورج قرم وناشر جريدة "السفير" طلال سلمان . ومن مصر : الدكتور حسن حنفي والدكتورة عواطف عبد الرحمن والدكتور حلمي شعراوي . ومن المغرب : الدكتور عبد الاله بلقزير والدكتور كمال عبد اللطيف . ومن تونس : الدكتور هشام جويط . ومن البحرين : الدكتور علي فخرو . ومن فلسطين : الاستاذ بلال الحسن ومن سوريا : الدكتور أحمد برقاوي والدكتور ممدوح خسارة والدكتور وهب رومية والدكتور ابراهيم دراجي والدكتورة ناديا خوست .