هجرة رقمية لعقول «آبل» إلى «غوغل».. فما سببها؟
مدونة م.محمد طعمة
الثلاثاء، ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٣
لا يقف التنافس بين الشركات التكنولوجية الكبرى عند الاستراتيجيات والخدمات التي تقدمها إلى زبائنها، بهدف السيطرة على السوق الرقمي، بل يتعداه إلى مقاييس أخرى، تحقق النجاح لهذه الشركات التي تستغل وتستثمر التحديثات التكنولوجية التي تغزو العالم لمصالحها التجارية والاستراتيجية.
وبعيداً عن الخطط والاستراتيجيات والميزانيات والمنتجات التي يتم تقديمها للمستهلكين، تسعى هذه الشركات لاستقطاب أبرز العقول والأدمغة البشرية التي لا غنى عنها، في تسيير مصالح هذه الشركات، وجذب خبرات موظفين يعملون في شركات متنافسة، وصولاً إلى الكمال المهني، وهي في هذا الجانب تشبه فرق كرة القدم العالمية، التي تسعى لاستقطاب أمهر وأفضل اللاعبين، وتدفع لهم مبالغ فلكية، ليعيشوا في رفاهية مطلقة، للاستفادة من خبراتهم واحترافيتهم في العمل.
وفي هذا السياق، نشر موقع «The Verge»، المتخصص في دراسة الأسواق التجارية، تقريراً اقتصادياً، كشف فيه عن أن عملاق البحث العالمي «غوغل» تستقطب العديد من الموظفين العاملين في شركة «آبل» التكنولوجية العملاقة، ليعملوا في شركاتها الممتدة الأطراف حول العالم. وعلى الرغم من عدم وجود ما يشير إلى مخاطبات رسمية، لاستقطاب العاملين في «آبل» وهم على رأس عملهم، فإن الموقع المعني بشؤون التكنولوجيا والعالم الرقمي، يؤكد أن «غوغل» ترحب بموظفي «آبل» المستقيلين، بحثاً عن تحديات جديدة يقومون من خلالها بتحقيق النجاح المنشود.
وعلى الرغم من إشارة الموقع إلى وجود هجرة معاكسة من «غوغل» إلى «آبل»، فإن الظاهرة الواضحة للعيان، للعاملين في الشركات التكنولوجية الحديثة، أن أعداداً غير محصورة من الموظفين، تنضم إلى «غوغل»، بصورة مستمرةٍ، بعد إنهاء علاقتهم الوظيفية مع «آبل».
وكانت مؤسسة «سويتش أون بيزنس» قد نشرت تقريراً لها عن اتجاهات سوق العمل، تؤكد فيه صحة نظرية معدي تقرير موقع «The Verge»، حيث أشار تقرير المؤسسة إلى أنها رصدت، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، توظيف «غوغل» أكثر من 3858 موظفاً قادمين إليها من شركة «آبل»، فيما قامت «آبل» خلال نفس الفترة بتعيين 2123 موظفاً، كانوا قد عملوا في «غوغل».
ويبين الموقع أن الأسباب، التي تدفع الموظفين للانضمام إلى «غوغل»، تنحصر في الاختلافات التنظيمية لسير العمل وفق أفكار أكثر تحرراً وإبداعاً، حيث يقول التقرير إن شركة «غوغل» تتمتع بثقافة تنظيمية أكثر مرونة وتعاونية من «آبل»، ما قد يجذب بعض الموظفين الذين يبحثون عن بيئة عمل أكثر إبداعاً.
وتركز «آبل» تركز بشكل أساسي على تطوير الأجهزة والبرامج. أما «غوغل»، فمجالاتها الإبداعية أكثر تنوعاً، بما في ذلك: الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والحوسبة السحابية، الأمر الذي قد يجذب بعض الموظفين، الذين يبحثون عن فرص في مجالات جديدة.