هل أعلنت «غوغل» استسلامها أمام الذكاء الاصطناعي؟
مدونة م.محمد طعمة
الخميس، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٣
يبدو أن ما حذر منه كبار التكنولوجيين حول العالم، من خطورة الاعتماد الكلي على تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، سيصبح حقيقة واقعة، في ظل تطوير العديد من التقنيات، التي يجيدها الذكاء الاصطناعي، للقيام بالوظائف التي يقوم بها البشر.
وهذا الأمر وصل إلى عملاق التكنولوجيا في أميركا، شركة «غوغل»، التي على ما يبدو تمضي في طريق أتمتة وظائفها القيادية البارزة، واستبدال العنصر البشري بالذكاء الاصطناعي، في مسعاها إلى التفوق على الشركات المنافسة، في ظل احتدام الصراع بين شركات التكنولوجيا المتقدمة، للظفر بمزيد من العملاء، والسيطرة على سوق التكنولوجيا العالمي.
وبحسب موقع البوابة التقنية، المعني بأخبار التكنولوجيا، تدرس «غوغل» فكرة الاستغناء عن أكثر من نصف فريق مبيعاتها، في ظل أتمتة وظائفهم، وتحولها إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد الاعتماد شبه الكلي على الذكاء الاصطناعي في توليد أسواق جديدة لمنتجات «غوغل»، ونجاح الطريقة التي بدأتها «غوغل» مع بداية عام 2023.
وترى «غوغل» أن ترويج منتجاتها، من خلال أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، عزز النتائج الإيجابية لتجارب المعلنين مع «غوغل»، دون الحاجة إلى تدخل بشري في هذا السياق العلمي المهم، حيث يوفر الذكاء الاصطناعي، خلال فترة وجيزة، خطة إعلانية ترويجية تسويقية للعميل المطلوب، من الألف إلى الياء، دون الحاجة إلى اجتماعات بشرية؛ لوضع الخطط، ودراسة المنتج المطلوب.
ويبدو أن «غوغل» في طريقها للاستسلام، في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي، وأن أكثر من نصف فريق مبيعاتها، الذي يتجاوز عدده 30 ألف موظف، يعلمون في قسم الترويج الدعائي والإعلامي، باتوا مهددين بفقدان وظائفهم في أي لحظة، فيما يشعر البقية بأنهم باتوا مهددين أكثر من أي وقت مضى، لحلول روبوتات آلية، لا تكلُّ ولا تملُّ ولا تتعب، بأماكنهم على المدى المنظور.
وباعتبار أن الإعلانات تدر دخلاً عالياً على شركة «غوغل»، ولها النصيب الأكبر من إيراداتها، ستكون «غوغل» أكثر امتلاءً مالياً، بعد خفض تكاليف العمالة البشرية بسبب استبدالها بالذكاء الاصطناعي، ما يعني توفر المزيد من السيولة المالية، الناتجة عن الاستغناء عن خدمات العنصر البشري، واستبداله بالذكاء الاصطناعي.
ولدى الذكاء الاصطناعي القدرة على استبدال العديد من الوظائف في مجالات، مثل: الرعاية الصحية، والنقل، والخدمات المالية، والتعليم، والتخطيط، والاستشارات، ووضع الخطط، وإنشاء جداول مالية للموظفين، فضلاً عن إمكانية الاستغناء عن المهام الإدارية، التي يقوم بها البشر، وإسناد الأمر إلى الذكاء الاصطناعي، في تحديد مهام الموظفين البشريين، وطبيعة عملهم، وأوقات دوامهم، ورواتبهم، وغير ذلك.