يحدث أثراً في النفس.. الشعر الحقيقي يحرك المشاعر والأحاسيس
شاعرات وشعراء
الأربعاء، ١٣ أبريل ٢٠٢٢
معايير الشعر تغيرت بعد زمن من حصوله على المرتبة المتقدمة في الأجناس الثقافية والأدبية ودخلت أشكال مختلفة منها ما هو حقيقي ومنها ما هو مزيف بحجة الحداثة.
وعن الشعر قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني خلال ندوة : الشعر هو واحد من أهم الأجناس الأدبية التي ينبغي أن يكون لها حضورها الفاعل والمؤثر في المجتمع ولما كان الشعر بهذا العمق وتلك الثقافة والفلسفة استطاع أن يحدث تغييرا في المجتمعات أو على الأقل كان له أثر كبير بذلك.
الحوراني أضاف.. أما عندما أصبح عملا لكل من لا عمل له أصبح لا علاقة له بالثقافة والإبداع ما سبب الابتعاد عنه من قبل القاعدة الثقافية ولاسيما أن ما يقال عنه شعر يبتعد عن كل شي بما في ذلك قواعد اللغة العربية ما فرغ القاعات في وقت نحن نحتاج فيه إلى الشعر لذلك لابد من يقظة للمثقف للحفاظ على الشعر وعودته المرتقبة والتي نسعى إليها جميعا.
الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب رئيس تحرير مجلة الآداب العالمية اشار الى أن الشعر شيء يجيش في الصدر فيجري على اللسان وعاطفة تشق طريقها إلى العقل الذي يعرضها على مختبر الضمير فيعيد تشكيلها كلمة مجنحة تذهب إلى القلب والعقل معا لتهز المشاعر وتتفاعل معها أما عندما نقرأ كلاما لا يستطيع أحيانا كاتبه أن يفهمه فتلك قاصمة الظهر ومحاولة يائسة لتشويه الشعر العربي الذي حقق حضورا كبيرا خلال عصور طويلة لأن الابهام متاهة وإداء وهروب من مواجهة القصيدة.
وأشارت الشاعرة هيلانة عطا الله معدة برنامج منمنمات الأدبي في قناة سورية اليوم إلى أن القصيدة الحقة أبعد ما تكون عن الصنعة واللعب بالكلمات وأقرب ما تكون إلى روح المتلقي تفعل فينا ما تفعله الشمس بحرارتها وضوئها وما تفعله الزهرة ببهائها وعطرها دون أن نستفسر كيف ولماذا.. وعلى جانب آخر فالشعر يسهم في تكوين الحياة الإنسانية لأنه يحدث متغيرات في نظرتنا إلى الأشياء والأحداث ورغم غلبة الفنون الأدبية الأخرى كالرواية والقصة فإنه ما زال وسيبقى لدينا شعراء حقيقيون ومازال للقصيدة العربية عموماً والسورية خصوصاً سيرورة قادرة على تكوين صيرورتنا المستقبلية.
وختم عضو مجلس اتحاد الكتاب وهيئة تحرير جريدة الأسبوع الأدبي الشاعر محمد حسن علي .. عرف الشعر على أنه كلام موزون مقفى دال على المعنى وانا ارى أن الشعر هو حس ذاتي حميمي بالغ الجوهرية بحيث يصعب تعريفه والاحاطة به بشكل قاطع و أرى أن النص الشعري الذي لا يحرك الانفعال في القارئ ليس شعرا والشعر ليس لعبة ألفاظ ولا كلمات فحسب. بل هو نشاط روحي يحرر بواطن النفس بعد أن ينضج الشاعر في تنور احاسيسه خبزا متميزاً في الطعم والرائحة الشهية التي تحرك ذوات الآخرين.. والشعر صلاة قدسية في محراب المعنى أما الشعر الحالي بحسب علي فهو نتاج عصري جديد تأثر بالتطور التكنولوجي والالكتروني فتجد غالبيته تقليدا او مسروقا حيث لا يكلف الشاعر نفسه في البحث عن أفق جديد وهذا ما يجعل شعره يسقط كأوراق الخريف ومع ذلك لا نفقد الأمل فهناك تجارب شعرية معاصرة ابداعية ترفع القبعة لمبدعيها حيث لا نفقد الأمل بعودة الألق الى الشعر من جديد
و قال الشاعر قحطان بيراقدار هناك أسماء شعرية شابة قد أصبحت ناضجة مع ازدياد إصداراتها الشعرية، إضافةً إلى الأسماء الشعرية الكبيرة المعروفة في الواقع الشعري السوري وهناك تفاعل بين الأجيال الشعرية وانفتاح بين الأجيال ونلاحظ ذلك من النشاطات الشعرية التي تُقام في منابر ثقافية عدة والتي تجمع بين شعراء من أجيال مختلفة. والواقع الشعري السوري ناضج بشكل أو بآخر على الرغم من أن المشهد لأول وهلة يوحي بعكس ذلك وقبل أن نطلق أيّ حكم، علينا أن نعي أننا نعيش في ظروف صعبة في ظلّ ما خلفته الحرب وفي ظل الحصار الاقتصادي وبالتالي فالواقع الشعري سيتأثّر بكل تأكيد وستظهر بعض المشكلات هنا وهناك وبعض القتامة في المشهد في أثناء النظرة المتسرعة لذلك فإن تقييم المشهد الشعري اليوم يبدو من الصعوبة بمكان ويحتاج إلى هدوء ودراسة متأنية.
محمد خالد الخضر