يوم القدس العالمي.. إنتصار لفلسطين أم خدمة للسياسة؟

يوم القدس العالمي.. إنتصار لفلسطين أم خدمة للسياسة؟

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٩ يونيو ٢٠١٦

تستعد عدد من الدول والعواصم في العالم لا سيما الإسلامية منها لإحياء يوم القدس العالمي الذي يصادف يوم الجمعة المقبل وهو آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، وذلك تلبية للنداء الذي أطلقه مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني في العام 1979 بعد عودته الى إيران إبان نجاح الثورة وقيام الجمهورية الإسلامية وإسقاط حكم الشاه.

ورغم أن الخميني سعى لجعل هذا اليوم يوما عالمياً لا إسلامياً فقط للتعبير عن الصراع بين الخير والشر، ، واعتبره "يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين"، الا أن هذا اليوم لم يكن محل إجماع مختلف الدول والجهات الإسلامية لا سيما في العالم العربي فالسعودية لا تحيي هذه المناسبة ، وبحسب ما أورد د. مسلم محمد جودت اليوسف فإن "الهدف الرئيسي من هذا اليوم هو زرع الفتنة في أرض الحرمين ويشير الى أن علماء السعودية يفتون بحرمة أمثال هذه العمال والتي يصفونها بـ"الغوغائية لمخالفتها للهدي النبوي " بحسب تعبير.

من جهته يربط رئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ أحمد قطان في حديث لوكالة أنباء آسيا موقف السعودية الرافض لإحياء يوم القدس العالمي بالتناحر المذهبي والطائفي القائم بين المملكة العربية السعودية والجهورية الإسلامية الإيرانية، ويشير: "نحن نعتبر أن موقف السعودية السلبي من السعودية تجاه يوم القدس العالمي هو بسبب السياسة والإختلافات المذهبية التي يحاول البعض أن يستغلها بشكل خاطىء، ويضيف: طالما القضية هي فلسطين والمسجد الاقصى فيجب على الأمة على اختلاف مذاهبها ان تكون موحدة في هذا الإطار والإتجاه".

ويؤكد قطان أن "يوم القدس العالمي هو يوم مهم جداً للأمة الإسلامية لأنه يجسد أهمية المسجد الأقصى وأهمية فلسطين لا سيما وانها قضية الأمة والبوصلة التي تحدد الإتجاهات، وكل الأمة يجب أن تتوحد من أجل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى وإستعادته من نير الأعداء حفظة القردة والخنازير".

ويضيف قطان: "إحياء هذا اليوم هو تاكيد على أن فلسطين هي هدف الإمام الخميني الأسمى، وهو كان يعمل جاهداً من أجل توحيد الأمة قاطبة على هذه القضية الأساس، وهذا ما ينبغي أن يعمل من أجله مختلف أبناء الأمة على إختلاف مذاهبهم والتنسيق من أجل الوحدة الإسلامية التي يجب أن نسعى جميعنا من أجل تكريسها، لاسيما في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها أمتنا الإسلامية، والتي هي حالياً بأمس الحاجة الى وحدة الصف والموقف وتوطيد الأواصر بين مختلف أبنائها".

ويختم رئيس جمعية "قولنا والعمل" موجهاً الدعوة لإحياء هذه المناسبة والعمل من أجل إستعادة فلسطين من البحر الى النهر، وإستعادة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".

بالمقابل يرى عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ خالد العارفي في حديث لوكالة أنباء آسيا أن العمل من أجل القدس يجب أن يكون في كل يوم وليس في يوم واحد فقط، فالعمل من أجلها عمل دؤوب متواصل، وعلى جميع الأصعدة الإعلامية والتربوية والجهادية فهي جزء أساسي من حياتنا".

وحول إحياء يوم القدس في آخر يوم جمعة من شهر رمضان بناء على الدعوة التي وجهها الخميني، يشير العارفي أنها من أجل خدمة أجندة سياسية معروفة الإتجاه والهدف، ويضيف العارفي أن القدس هي القبلة الأولى للأمة الإسلامية التي تتعرض لإعتداءات من قبل العدو الأميركي، وكذلك من قبل العدو الروسي ومن يدعمه، بحسب كلام عضو هيئة العلماء المسلمين في لبنان".

ويختم العارفي مشيراً الى أن "فلسطين يجب أن تكون في مقدمة الجهاد هي قبلتنا الأولى"، ولكن ليس معنى ذلك ان يتم السكوت عن الاعتداء الروسي، الذي يحظى بمباركة من يحتفون بما يسمى يوم القدس العالمي".